صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشعر أيضا فمن ذلك نظمه لقسم كبير من كتاب الاقتداء بالمسيح أطلعنا على بعض فصوله الشائقة

وفي ٣١ تموز من هذه السنة الأخيرة وقع في ساحة القتال مأسوفا على شبابه (عادل أفندي النكدي) . على أننا تمنينا لو لم يبارح الحياة في جملة مواطنيه الدروز الثائرين على الانتداب إذ قتل في إحدى الوقائع التي جرت في غوطة دمشق. ولد عادل سنة ١٨٩٦ في أعبية وتخرج في مدرستها ثم أكمل دروسه في مدرسة بيروت العلمانية ونال شهادتها ودخل سنة ١٩١٤ مدرسة الحقوق الفرنسوية في بيروت ولم يتمها إلا بعد الحرب الكونية في القاهرة أولا ثم في لوزان (سويسرة) فنال شهادتها كمأذون ثم كدكتور وذلك في أوائل العام المنصرم. وكان عادل مشبعا من أفكار الحرية والاستقلال فلما بلغته أخبار ثورة الدروز في حوران انتظم في سلكهم وصار أحد زعمائهم فقطعت المنية غصن حياته لدنا. كان عادل متعمقا بالآداب العربية يكتب ويخطب وينشئ المقالات الواسعة. وقد نقل من الإفرنسية كتاب إتيان فلاندان في النظامات السياسية في أوربة الحالية فنشر قسمه الأول. وعرب أيضا كتاب تربية الأحداث وكتاب الأصول الإدارية في الإسلام مع عدة مقالات سياسية وأدبية في الصحف الوطنية والأجنبية

وممن استأثر بهم الله في تلك السنة أحد أدباء الوطن الأستاذ (شاكر عون) ولد سنة ١٨٤٥ وأرسل بعد حوادث سنة ١٨٦١ إلى مدرسة فرسايل الثانوية فبرع في علومها كالأستاذ المرحوم يوسف حرفوش. ثم دعي بعد رجوعه إلى بيروت إلى التدريس في المدارس الوطنية فقضى سنين طويلة في التعليم بمدرسة الحكمة ثم علم في مدرسة الشيخ عباس وكان أحد أعضاء الجمعية المارونية العلمية. ومن آثاره تعريبه لكتاب خطبة التاريخ العام لبوسويت مع الشيخ عبد الله البستاني. وأنشأ مجلة النديم وكتب في جريدة الروضة. وله مقالات متينة في فروع الآداب والمسائل الاجتماعية. توفي في ٢٢ ت١ ١٩٢٦

وآخر من نذكره في هذه الحقبة وطني ذائع الصيت من أرباب اليراع الناثر الشاعر (طانيوس عبده) توفي في بيروت في ٢ ك١ ١٩٢٦ في مستشفى القديس جاورجيوس. أثر مرض جاء من مصر ليتداوى منه في وطنه. كان المذكور من أدباء