صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حسدته أفلاك العلى وتحسرت ... لو أنه في طيها متوار

ويلاه من أبقيت بعدك راعيا ... يرعى الرعية حيث يرضى الباري

من للمنابر والهياكل والحجى ... والمشكلات وغامض الأسرار

قد سرت عن دار الفناء مجاورا ... دار البقاء فنلت خير جوار

وقالت تودع سليمان بك البستاني لما انتخب بعد الدستور عضوا لمجلس النواب عن بيروت:

أخلق ببيروت دار العلم من قدم ... أن تصطفيك على الأيام معوانا

فالله لما ارتأى إعلان حكمته ... ما اختار من شعبه إلا سليمانا

وفي كانون الثاني من السنة ١٩٢٤ خسرت الجالية السورية في البرازيل أحد أدبائها الأستاذ (نعمة يافت) مولود الشوير سنة ١٨٦٠. تعلم في وطنه مبادئ العلوم ثم أتمها في الجامعة الأميركية فأمتاز فيها بين أقرانه بالعلوم الرياضية والطبيعية فنال شهادتها بل ندب إلى التدريس تلك العلوم فيها ثم علم في مدرسة طائفته الأورثذكسية المعروفة بالثلاثة الأقمار. وفي السنة ١٨٩٣ هاجر إلى البرازيل وتعاطى التجارة فربح بدرايته وحسن معاملاته ثروة كبيرة أنفق قسما منها في عمل الخير. وكان هناك من أنصار الآداب القومية يدعى إلى حفلاتها فيخطب ويباحث بكل معرفة وأدب إلى آخر حياته مأسوفا عليه.

وفي أوائل شهر آب ١٩٢٤ توفيت في نيويورك كاتبة أصابت بقلمها بعض الشهرة وهي السيدة (عفيفة كرم) من عائلة كرم المارونية ولدت في عمشيت سنة ١٨٨٣ واقترنت بالزواج بالسيد كرم حنا كرم وهاجرت إلى أمريكة فكتبت عدة مقالات في جريدة الهدى ثم أصدرت مجلة العالم الجديد النسائية ولها من تأليفها روايات كغادة عمشيت وفاطمة البدوية. وعربت غيرها كملكية يوم محمد علي. فكانت من النساء المساعدات على ترقية بنات جنسها نأخذ عليها بعض الانتقادات الباطلة على الدين وذويه.

وفي غرة حزيران سنة ١٩٢٥ نعي إلينا من نيويورك بمزيد الأسف رجل الأدب والعلم والسياسة كبير أسرته الوزير (سليمان البستاني) ولد في بكشتين من قرى الشوف في ٢٢ أيار سنة ١٨٥٦ ودرس على أفاضل أسرته كالطيب الذكر السيد عبد الله