صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اجعلوا في الأرز مقبرتي ... وانسجوا من ثلجهِ كفني

وفي ١٧ كانون الأول من السنة ١٩٢٣ لبى دعاء ربه الأديب المرحوم (موسى صفير) صاحب مكتبة المعارف في بيروت ولد في القليعات (كسروان) سنة ١٨٦٥ ودرس في مدرسة الرومية وعينطوره وفي مدارس الفرير واليسوعيين وأنشأ مكتبة المعارف فخدم بها الآداب. كان من الكتبة المجيدين والشعراء المحسنين حرر في جريدة الروضة ونشر عدة قصائد متفرقة وصف فيها أصحاب المراتب الدينية والوطنية والأحوال الجارية. وعلم مدة في مدارس بيروت ونشر بعض الكتب المدرسية كدرجات القراءة ومبادئ العربية ودليل الأحداث وترقي الصغار في دروس الاستظهار وغير ذلك مما لم ينشر بعد

وفي أوائل السنة ١٩٢٤ هصرت المنون غصناً من الدوحة اليازجية في مصر نريد بها السيدة (وردة اليازجي) ابنة الشيخ ناصيف كان مولدها في كفرشيما سنة ١٨٣٨ فدرست في بيروت في مدرسة البنات الأميركية وأخذت الآداب العربية عن والدها فبرعت بها وصارت تصنف الرسائل والقصائد في زمن لم يعهد ببنات جنسها شيء. من ذلك. وبعد وفاة زوجها الأستاذ فرنسيس شمعون انتقلت إلى مصر وعُنيت بالكتابة ونظم القصائد. ومن آثار قلمها في الضياء مقالة في تعريف المرأة الشرقية. وقد طبع ديوانها الصغير الحجم اللطيف النظم افتتحته بأبيات وجهتها إلى سميتها وزميلتها في الأدب وردة ابنة الشاعر نقولا الترك أولها:

يا وردة التْركِ أني وردةُ العَرَبِ ... فبيننا قد وجَدْنا أقربَ النَّسَبِ

أعطاكِ والدكِ الفنَّ الذي اشتهرَتْ ... ألطافُهُ بين أهلِ العلمِ والأدبِ

فكنتِ بين نساء العصر راقيةً ... أعلى المنازل في الأقدار والرُّتَبِ

وقد امتازت خصوصاً بمراثيها فمن ذلك ما قالته في رثاء البطريرك مكسيموس مظلوم:

يا أيُّها الحبرُ الجليلُ مقامُهُ ... هل بعدَ فَقْدِكَ غيرُ دمعٍ جارِ

لله يومُكَ في الأنامِ فأنَّهُ ... أبقى لنا حزناً مدى الأدهارِ

يا بدرَ تمٍ غابَ عنا في الثرى ... ما كان ذلك عادةَ الأقمارِ