صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفي ٢٢ آب ١٩٢٢ فقدت أسرة الشيوخ الدحداح الكرام رجلا من أفاضل وطنه لبنان المرحوم ﴿الشيخ خطار الدحداح ﴾ . كان مولده في عرامون (كسروان) في ١٨ شباط ١٨٤٠. وبعد أن درس العلوم في مدرسة عينطورة الشهيرة دعي إلى التعليم في معظم المدارس الوطنية والأجنبية كالمدرسة البطريركية والكلية الأميركية ومدارس الثلثة أقمار وكفتين والوطنية فتخرج عليه كثيرون من مشاهير الأدباء ثم تولى مناصب مختلفة خدم بها الحكومة اللبنانية أصدق خدمة. وقد اشتهر الشيخ المرحوم بآدابه الراقية وبمصنفاته المفيدة. فأنه تولى مساعدة التحرير في المجلات والجرائد الوطنية كالجنة والجنان والجنينة والمصباح. ومن أخص تآليفه تاريخ فرنسة الحديث الذي أكمله بعدئذ المرحوم سليم البستاني وطبعه. ثم باشر بتصنيف تاريخ آخر أطول للدولة المذكورة لم يتمه. وله روايات أدبية لم تزل مخطوطة سعى بتمثيلها على مسارح المدارس. الأولى من تأليفه وهي رواية يوسف الحسن ثم ألحقها بثلث روايات أخرى عربها نثرا ونظما للشاعرين النابغتين كورنيل وراسيل أعني: أغوسطوس (أوسينا) وأستير وفيوجينا (أفيجينية) . مثلت الثلث الأولى في المدرسة الوطنية والرابعة في المدرسة البطريركية فأصابت استحسان العموم

وفي ٦ تموز ١٩٢٢ حصدت المنون بمنجلها كاتبا واسع الشهرة وهو في عز الكهولة نريد به ﴿فرح أنطون ﴾ أصله من عائلة أورثوذكسية من طرابلس الشام وبها ولد سنة ١٨٧٤ درس في مدرسة كفتين وحول فكره منذ شبابه إلى حرية الضمير وأخذ يدرس تآليف الكتبة المتطرفين في آرائهم الدينية والشيوعية من فرنسويين وروسيين وجرمانيين كرينان وكرل ماركس وتولستوي ونيتشة فعششت أفكاره في دماغه فصار يجاريهم في كتاباته فهاجر إلى مصر ثم إلى الولايات المتحدة ثم عاد إلى مصر وهو لا يزال حيث ما حل يعالج المواضيع الاشتراكية والديموقراطية المتطرفة المجردة عن روح الدين لا يأخذه في كتاباته ملل بل تجاوز في ذلك كل حدود الفطنة دون مراعاة لصحته وهو يشتغل ليلا مع نهار حتى غلبت قواه فمات ضحية غلوائه. أما تآليفه فهي كثيرة وكلها تشعر بأفكاره الحرة منها عدة روايات خيالية ومشاهد (Drames) تمثيلية عرب قسما منها وألف القسم الآخر وقد حرر مقالات جمة في عدة جرائد. وأنشأ بالإسكندرية مجلته الجامعة ثم واصل نشرها في الولايات المتحدة. وقد