صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عدة تآليف سهل فيها على الشبيبة درس اللغة الفرنسوية وقرب درس اللغة العربية على الأجانب فصار إقبال عظيم على مصنفاته نخص منها بالذكر ترجمانه العربي وتمارينه المترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية والمراسلة التجارية ودليل المتكلم وغير ذلك مما نشر بعضه ولا يزال بعضه الآخر مخطوطا كقاموسه اللغة العامية.

أما المرحوم الأستاذ (نخلة زريق) فكان أحد أعضاء المجمع العلمي العربي الدمشقي. ولد سنة ١٨٥٩ في بيروت وتوفي في القدس الشريف في ٢١ تموز ١٩٢١ كان من رجال النهضة الجديدة بخدمته للآداب العربية بصفة كاتب وأستاذ لغوي. صنف عدة رسائل وقصائد متفرقة تشهد له بالبراعة وحسن الذوق. وقد علم نيفا وربع قرن في مدرسة المعلمين في كلية القدس الشريف الإنكليزية وانتخب بعد الحرب كعضو في تهذيب لجنة الكتب العسكرية في المدرسة الحربية في دمشق فلم تطل فيها مدته حتى عاد إلى القدس. وقد عرف الفقيد بغيرته نحو وطنه وبلزومه الأخلاق الوطنية ولغة الوطن وأزياءه

وفي ٣ آذار من السنة ١٩٢٢ فجع الوطن اللبناني بأحد كبار رجاله المعدودين (إبراهيم بك أبو خاطر) كان مولده في زحلة سنة ١٨٦٩ من أسرة رومية كاثوليكية فاضلة. أخذ مبادئ العلوم في مدارس وطنه ثم تخرج على نفسه في الآداب وظهرت مقدرته في الكتابة والخطابة لما حل الإعلان بالدستور العثماني لسان الأحرار فأخذ يكتب ويخطب بأسلوب يجذب إليه القلوب ويبعث الهمم اطلب الاستقلال الوطني. وقد نشرت له الجرائد عدة خطب أدبية وسياسية مستحسنة وأنشأ في زحلة جريدته الخواطر كتب فيها فصولا بليغة زيف في البعض منها مبادئ فولتير وجان جاك روسو وقبح الشيعة الماسونية ثم خلفه في إدارتها الوجيه موسى أفندي نمور حتى بطلت في أوائل الحرب. وقد عرضته أفكاره الحرة وميله إلى فرنسة وإعجابه بأعمالها إلى حقد الأتراك فقاسى في زمن الحرب محنا شتى. وقد شغل المذكور عدة مناصب جليلة في عهد المتصرفين مظفر باشا وأوهانس باشا في زمن الانتداب الفرنسوي الأخير فتعين ثلث مرات لقائمقامية زحلة وقد عرف له الوطن فضله فأكرمه حيا وميتا. كما أن فرنسة أعربت عن رضاها بمساعيه فعينته كعضو في لجنة لبنان الكبير الإدارية فخدمها أصدق خدمة