صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(السيد ديونيسيوس أفرام نقاشة) نكبت الطائفة السريانية بفقد هذا الحبر الجليل في ١٣ آذار سنة ١٩٢٠ توفي في مدرسة الشرفة في لبنان عن سبعين عاما. وكان السيد الفقيد رئيس أساقفة حلب على السريان الكاثوليك منذ ٥ نيسان سنة ١٩٠٣ أدى في حياته لملته خدما جمة وقد عرف بنسكه وانصرافه إلى العيشة التقوية. وكان مولعا بدرس التاريخ وقد نشر في ذلك كتابا نفيسا ضمنه أخبار طائفته السريانية الكاثوليكية منذ اهتدائها إلى حجر الكنيسة الكاثوليكية إلى زمن السيد الجليل بطريرك إنطاكية الحالي ماري أغناطيوس أفرام الثاني رحماني وذلك في مجلد ضخم دعاه عناية الرحمان في هداية السريان. وما هو إلا قسم من تاريخ أوسع لم يزل مخطوطا بحث فيه عن أخبار الطائفة السريانية منذ نشأتها.

وفي هذا الشهر عينه في ٢٢ آذار ١٩٢٠ انتقل إلى دار البقاء سيد آخر من أركان الطائفة المارونية الكريمة (المطران يوسف دريان) النائب البطريركي على القطر المصري. ولد هذا الحبر الجليل سنة ١٨٦١ ودخل الرهبانية الحلبية ودرس أولا في مدرسة انتشار الإيمان في رومية وأتم دروسه في كلية القديس يوسف في بيروت. وفي السنة ١٨٩٦ جعل رئيس أساقفة طرطوس شرفا. وقد خلف آثارا كنسية وأدبية وتاريخية عديدة تشهد له بطول باعه في العلوم الدينية والمدنية. فمن تآليفه الدينية كتاب رتب السياميذ الكهنوتية المعروفة بالشرطونية وكتاب المغنم في تكريم مريم والمقالة الوفية في العبادة الحقيقية لمريم العذراء. معربا عن تأليف الطوبوي لويس غرينيون دي منفرت وكتاب الدعوة الرهبانية للقديس الفونس دي ليغوري وجادة الفلاح في سبيل التقي والصلاح ومجموعة أناشيد روحية بعضها من نظمه منها نظم الجمان في سبيل سيدة لبنان. ومن تآليفه التاريخية نبذة في أصل البطريركية الأنطاكية وفي أصل الطائفة المارونية واستقلالها في لبنان في قديم الدهر حتى الآن وثلاثة أبحاث في المردة جمعها في كتاب دعاه (البراهين الراهنة في أصل المردة والجراجمة والموارنة) خالف فيه رأي السيد يوسف الدبس. ومن آثاره الأدبية كتاب الإتقان في صرف لغة السريان ومنها عدة مقالات أدبية نشرها في الجرائد وفي مجلة المشرق

وفي ١٨ أيار ١٩٢١ توفي في بيروت السيد (كيرلس مكار) بطريرك الأقباط