صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكان عضوا في مجلس المعارف الكبير في الآستانة وخلف كذوي قرابته آثارا أدبية متفرقة

ولم نكد ننسى ما ألم بالآداب العربية بوفاة ذلك الكاتب الشهير (السيد مصطفى المنفلوطي) الذي نعت بأمير بيان هذا العصر. ولد في مدينة منفلوط سنة ١٨٧٥ وتوفي سنة ١٩٢٤ وتخرج في الأزهر المصري ونال قصبة السبق على أقرانه واستهواه حب الأدب في أول ربيع حياته فأخذ يتمرن على الكتابة نثرا ونظما. ثم لحق بالشيخ الإمام محمد عبده فلازمه عشر سنين وأخذ من أفكاره وآدابه. وبعد وفاة الأستاذ عاد إلى وطنه وأخذ يحرر رسائله الشهيرة في جريدة المؤيد فالتفتت إليه أنظار أرباب وطنه. ولم يول منذ ذلك الزمان يواصل الكتابة فنشر مؤلفاته الرائعة (النظرات) في ثلاثة أجزاء و (العبرات) وفي سبيل التاج نقله بتصرف عن الافرنسية. و (الشاعر والفضيلة) إلى غير ذلك مما ضاعف الحزن على وفاته وهو لم يبلغ الخمسين من عمره. وله شعر حسن وإنما برز خصوصا بإنشائه البليغ على الأسلوب العصري.

وفي ٣٠ حزيران من السنة الماضية ١٩٢٥ حل الأجل المحتوم بأحد مواطنينا (رفيق بك العظم) . ولد في دمشق سنة ١٨٦٥ ثم نشأ في وطنه وأخذ الآداب عن مشايخه ثم انتقل إلى مصر وتعاطى فيها أمور السياسة والأدب وكان أحد السعاة بتحرير وطنه من النير العثماني أو بالحري بتخفيفه باللامركزية. وله كتب تاريخية وأدبية حسنة أخصها كتاب مشاهير الإسلام في أربعة أجزاء.

وفي هذا العام أيضا أيار ١٩٢٥ توفي الشيخ محمد حسين شمس الدين أديب جبل عامل وشاعره.

[٢ - أدباء النصارى المتوفون في هذه الحقبة]

أولا الأحبار والكهنة

بين السنين التي مرت منذ نهاية الحرب العالمية إلى أواخر السنة ١٩٢٦ دعا الله إلى جواره بعض أحبار الكنيسة الذين خدموا الآداب متاجرين بالوزنات التي نالوها من ربهم.