صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتقفى آثارهم إلى دار الخلود في العام التالي عالم الهند السيد (أبو بكر باعلوي) توفى في حيدر آباد في أواخر السنة ١٩٢٣ كان من علماء بلاده اشتغل بالتعليم والكتابة. وتولى تصحيح مطبوعات وطنه حيدر آباد. له مصنفات عديدة في الفقه والأنساب والحساب والطبيعيات والأدب والمنطق. وديوان شعر. وقد اشتهر بمعاداة الشيعة وأنصارها وبالدفاع عن السنة وذويها فحصل له بذلك تعنت كثير. كان مولده سنة ١٨٤٦

وفي العام ذاته في ٥ آب ١٩٣٣ توفى (احمد كمال باشا) أحد أدباء مصر الذين تخصصوا مع علماء الفرنج البحث عن آثار قدماء المصريين فتعين أولا كأمين مساعد في المتحف المصري فانكب على درس اللغة الهيروغليفية والآثار المصرية حتى تمكن من معرفة أسرارها وأخذ يلقي في ذلك المحاضرات في النوادي الوطنية وينشر المقالات الواسعة فيها فاختاروه كعضو في المجمع العلمي المصري وله في سجلاته خطب ومحاضرات. وكذلك علم فن الآثار المصرية بمدرسة المعلمين العليا. وقد ألف قاموسا هيروغليفيا عربيا فرنسويا واسعا نسبه فيه بعض العلماء إلى الغلو والتطرف في رده ألوفا من الألفاظ العربية إلى أصول مصرية قديمة

وورد علينا في أواسط آذار من السنة ١٩٢٤ نبأ أليم بوفاة أحد أصدقائنا في بغداد السيد الأديب (محمود شكري الآلوسي) من الأسرة الآلوسية الكريمة وابن الشهاب الآلوسي الذي مر لنا ذكره بين أعلام القرن التاسع عشر. ولد سنة ١٨٥٧ وتخرج في بغداد على آله فتبحر في العلوم الإسلامية وانتدب إلى التدريس في مدارسها فنبغ من تلاميذه الشاعر العصري الرصافي. وقد تولى إدارة الزوراء وهي أول جريدة أنشئت في مدينة السلام فكتب فيها فصولا رائقة خرج فيها عن دائرة التقليد الضيقة حتى سعي به إلى عبد الحميد فلم ينج من المنفى إلا بفضل بعض أصحابه. وله من التآليف النفيسة بلوغ الأرب في أحوال العرب قدمه لمؤتمر المستشرقين في استوكهولم فشكرته عليه اللجنة وأجازته بوسام ذهبي. ومن تآليفه كتاب أخبار بغداد وتراجم بعض علمائها في القرن الثالث عشر وتاريخ نجد وأمثال العوام في مدينة السلام وغير ذلك من المصنفات التي زاد بها شرف أسرته. وكان سبقه إلى الأبدية أحد أنسبائه السيد (احمد شاكر الآلوسي) فاتنا ذكره توفى سنة ١٩١٢