صفحة:بنت فكر.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
﴿١٢﴾
ولا غروَ ان كان العذول يلومني وهل يسلم الانسان يومًا من الضدِ
فلو كانت الايام تنصف اهلها لما كان بينٌ شتت الشمل بالبعدِ
ولولا ظما بالنفس ما لذَّ شاربٌ بماءٍ ولم يحلُ الزلال من الوردِ

وقالت وقد اقترح عليها ذاك

بذكر المعاني هام قلبي صبابةً فيانور عيني هل اكون على القربِ
عسى الشمس من مرآك للعين تنجلي فتنقل للابصار ما حلَّ بالقلبِ

وقالت وقد اقترحتها عليها احدى صديقاتها تتشوق لابنة لها

مذ غبتِ عني اخذتِ الروح منيَ اذ تركتِ جسمًا نحيلًا فاقد الجلدِ
احرقتِ قلبي بنار الشوق جائرةً وما رحمتِ فيا قلبي ويا كبدي
والسهدُ آلفَ اجفاني بلا مللٍ ويلاهُ من لوعتي ويلاهُ من كمدي
عودي اليَّ رعاكِ الله يا املي يا نور عيني وردي الروح للجسدِ

وقالت على نعش متوف

يا بينُ كيفَ قصفتَ غصن شبابهِ وتركتَ اطفالًا بغير مساعدِ
فالامُ تبكيهِ وادمعها دم وتصيح عزَّ الصبر بعد شدائدي

وقالت مقرظة رواية جنى الورد مقترح عليها

جناتُ عدنٍ من رباها يجتنى ثمرُ الفضائل والفوائد لا الغنى
من تحتها الانهار تجري كوثرا من ذاقهُ يومًا فقد بلغ المُنى
تغنيكَ عن وردِ الثغور بمورد قد انبعت منه الطهارة اعينا
وكذاكَ من وردِ الخدودِ صفاتها نعم الفتى وردَ المحبة من جنى
تمثالُ حكمتها بأبهى وردة حسنًا زها فلذا يحق لها السنا
حكمٌ تصونُ المرء في اعمالهِ عن كل شينٍ بئس من عنها اغتنى