صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩١
الفصل الثالث عشر: معاهدة لندن

جرائه وظن أنه بامكانه أن يضغط على بالمرستون لتعديل موقفه من العزيز بواسطة النمسة وبروسية1.

ومما زاد في مماطلة الإفرنسيين تقرير سفيرهم في الآستانة عن توقع عزل محمد خسرو باشا من منصب الصدارة في السابع عشر من أيار ووقوع هذا الغزل في السابع من حزيران. فإنهم أشاروا على العزيز بوجوب اغتنام الفرصة والظهور بمظهر التوحد والعبودية للسلطان الحديث لعله يفلح في الوصول إلى حل مشكلته دون تدخل الدول. فالأميرال إدوار ده بونتوا سفير فرنسة في الآستانة كتب إلى القنصل كوشلة يتوقع عزل محمد خسرو باشا في السابع عشر من أيار ويوصي العزيز بإرسال من يقوم بفروض العبودية للسلطان ويفاوض في حل المشكلة. وما أن تيقن العزيز وقوع العزل حتى أوفد سامي بك أحد كبار رجاله إلى الآستانة في السادس عشر من حزيران يهنئ السلطان بالمولودة الجديدة «موهبة» وبتغيير الصدر الأعظم ويطلب إليه أن يأمر بعودة الأسطول إليه إما بإمارة أحمد فوزي باشا أو إمارة موطوش باشا ومثول نجـل العزيز محمد سعيد بين يديه2. ووصل سامي بك إلى الآستانة ومثل بين يدي الحضرة السلطانية فأنعم السلطان عليه بهدية ثمينة وزوده برسالة إلى العزيز يطلب فيها إعادة الأسطول بقيادة محمد سعيد بك دون أن يسمح بإجراء أية مفاوضة معه. فعاد إلى حيث أتى ووصل الإسكندرية في الثالث والعشرين من تموز3.

وكان من جملة العوائق التي أخرت انجاز المعاهدة الاختلاف الذي نشب في شهر آذار بين الحكومة البريطانية وبين حكومة نابولي حول احتكار الكبريت في صقلية. وما أن بدأ فرديناند بإعداد قوة عسكرية في صقلية للدفاع عنها حتى أمرت الحكومة البريطانية الأميرال السر روبرت ستوبفورد أن يحاصر الشاطئ ويصادر سفن نابولي ويرسلها إلى مالطة. فتوسط رئيس الوزارة الفرنسية لحل المشكلة وقبل الطرفان بذلك ولكن التسوية لم تتم قبل أوائل تموز. ومما شغل رجال السياسة عن المسألة المصرية في هذه الآونة نفسها نقل رفات نابوليون الأول من جزيرة القديسة هيلانة إلى الأنڤاليد في باريس. وكان الملك لويس فيليب شديد الرغبة في هذا الأمر ولم يقل عنه رغبة رئيس وزارته المؤرخ تيير.


  1. تيير ومحمد علي لفرانسوا شارل رو ص ٥٥-٥۹
  2. ده بونتوا إلى كوشلة و كوشلة إلى تيير: مجموعة إدوار دريو مصر وأوروبة ج ۲ ص ۲۹۳-۲۹۷ و۳۱۱-۳۱۳ و۳۱۳-۳۱٥
  3. كوشلة إلى تيير - ٦٣ تموز - مجموعة إدوار دريو مصر وأوروبة ج٣ ص ٥٥