صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٠
بشير بين السلطان والعزيز

وطلب إليهم أن يعودوا إلى أماكنهم فوعدوه بالإجابة في اليوم التالي. فانتظرهم في عين الشياح في ضواحي بيروت فلم يجيبوه فتوجه إلى بتدين. ثم كتب الأمير الكبير إلى الأمير ملحم الشهابي والأمير سلمان سيد أحمد الشهابي والأمير ملحم حيدر الشهابي أن يتصلوا بالثوار ويدعوهم ففعلوا وأجابهم الثوار أننا لا نرجع إلى أماكننا إلا إذا قبل الأمير بهذه الشروط: وهي أولاً أننا لا ندفع إلا مالاً واحداً ثانياً أن يرفع بطرس كرامة من دیوانه تالثاً أن يضع في ديوانه من كل طائفة اثنين رابعاً أن يرفع عنهم السخرة وحفر المعدن أي الفحم الحجري وخامساً أن يبقي لهم السلاح «وذلك كما تلقنوه سرّاً من الأمراء»1.

وعاد أمين إلى والده ينقل إليه تصلب الثوار ويعزيه إلى تدخل الدول مؤكداً أن إفرنجياً اتصل بهم من قبل قنصل سردينية وحرضهم على الهجوم على بيروت وأن يوسف الزنانيري ترجمان قنصل النمسة قام إلى زحلة يحرض أهلها على الثورة وأن نعمة طراد ترجمان قنصل الإنكليز قدم الغـلال إلى الثوار وأن إفرنجياً اتصل بهؤلاء في التاسع من حزيران وحرضهم على الاستمرار في القتال قائلاً أن سفينة مشحونة بالسلاح ستصل قريباً وأضاف أن تشديد الإفرنج لأهل البلاد ظاهر كالشمس وترددهم عليهم أيضاً إذ أنه هو بنفسه رآهم عندهم2. وكتب الأمير ملحم حيـدر الشهابي الذي فاوض الثوار باسم الأمير الكبير - كتب في منتصف حزيران إلى الأمير الكبير يقول «نهار البارح بعـد طلوعنا من الحرش وصل من كسروان مقدار مئة نفر مسلحين وموضوع على رأس كل منهم شارة صليب نيشان وقدامهم خيال فرنجي صاحب سيفه ومعهم بيرق ثلاثة أشكال أحمر وأزرق وأبيض نيشان فرنساوي وعامل لهم تعيين لكل نفر يومي غرشين ونصف وبعده حضر الأمير الفرنساوي وترجمان قنصل الفرنساوي».

وكتب محمود نامي بـك محافظ بيروت إلى سليمان باشا الفرنساوي في اليوم نفسه أن هذا الأمير الإفرنسي هو الفيكونت أونغروا وأنه إفرنسي الأصل سبق له أن خدم في الجيش الإفرنسي ثم قصد الآستانة وانتقل منها إلى مدرسة عينطورة في لبنان ليدرس اللغة العربية وأنه أرسل إلى تاجر في بيروت يطلب إليه أن يستورد له باروداً ورصاصاً وأن التاجر أبى فعاد الفيكونت وطلب إليه أن يستورد له البارود والرصاص إلى قبرص. ثم أفاد محمود نامي بك


  1. أخبار الأعيان ص ٥٩١
  2. علي حبيب بك إلى سليمان باشا: المحفوظات ج ٤ ص ۳۷۱-۳۷۳ ورسالة الأمير أمين إلى والده - المرجع نفسه ص ٢٧٤