صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٧
الفصل الثاني عشر: الثورة في سورية والحركة العامية في لبنان

على من فيها الرصاص فصدهم الأرناؤوط المحافظون فيها. فألحّ الثوار على سور البلد فخرج إليهم مركب مصري وأطلق مدافعه عليهم فانكفوا عن السور وكانوا نحو ألف رجل وأكثرهم مسلح بالعصي. فأخذوا يهجمون على أبواب المدينة وينهبون المآكل1. ووقعت حوادث مشابهة في سائر المقاطعات. وكتب الشهابي الكبير إلى أخصائه أن يقوموا من ساحل بيروت إلى الغرب الأعلى وإلى اللمعيين أن يقوموا إلى القاطع2.

وفي أول حزيران كتب الحكمدار المصري محمد شريف باشا إلى الشهابي الكبير أن يمتنع عن طلب السلاح من الأهالي لحين وصول جواب السرعسكر وأن يفهم الثوار أن ما توهموه هو غير واقع وأنه لم يكن له رسم ولا أثر. وكان الأمير الحاكم قـد فعل شيئاً من هذا فأوفد في اليوم الأول من حزيران الشيخ بشاره أنطون الخوري ومنصور مرهج وبشارة الجلخ إلى شيوخ دير القمر يوعز باستعداده للصفح عما جرى وبوجوب طلب ذلك منـه خطاً ففعلوا وقاموا إليه بمعية الشيخ بشارة الخوري وقبلوا الأتك3. وفي الثاني من حزيران كتب إبراهيم باشا إلى والده يلوم الشهابي الكبير لأنه أخفى حقيقة الحال في منطقته ويرتأي معاملة الثوار بالتي هي أحسن كي لا يتجر القناصل بأخبـار الثورة. فإن حافظ الثوار على السكينة تركهم على حالهم وأما إذا خاضوا في الموضوع وأكثروا الكلام فيه فهو يرى أن يقوم عليهم بثلاث ألايات من عساكر اللاذقية فيؤدبهم ثم يعود إلى مرعش4. وفي الثامن منه كتب كل من العزيز وابنه إبراهيم إلى الشهابي الكبير يؤكدان أن ليس في نية أحـد منهما أن يجند أحداً من اللبنانيين وأنهما أمرا برفع طلب البنادق موضوع البحث. فكتب الأمير بذلك مبشراً وأوفد ابنه أميناً إلى ساحل بيروت مطمئناً حاملاً إرادة العزيز5.

وفي الحادي عشر من حزيران «وقبل الغياب بساعة» قـام الأمير أمين الشهابي إلى بيروت فتوجه إلى سن الفيل حيث الأمراء اللمعيين واستدعى إليه «سرعسكر النصارى» من حرج بيروت فلم يحضر. ثم استدعى إليه بعض الوجوه من الثوار وحاول استرضاءهم


  1. أخبار الأعيان نفسه ص ٥۹۲ اطلب أيضاً كتابنا الأصول ج ٥ ص٨٣-٩٤
  2. أخبار الأعيان الأعيان أيضاً ص ٥۹۱
  3. المحفوظات ج ٤ ص ٣٤٨ وحروب إبراهيم باشا المصري ج ۲ ص ۱۸-۱۹ – راجع العريضة وجواب الأمير في المحفوظات أيضاً ج ٤ ص ٥ ٣٦٥-٣٦٧
  4. المحفوظات ج ۱ ص ۳٥۳
  5. كتابنا الأصول ج ٥ ص ۹۷-۹۹ وحروب إبراهيم باشا ج۲ ص ۲۱-۲۲ والمحفوظات ج ٤ ص ۳۷۰-٣۷۱

بشير بين السلطان والعزيز ج ۲-٥