بلغهم أن قرية من الذين نبهنا عليهم أحضروا البواريد. فحالاً نهضوا جميعهم أي أهالي الدير عيسوية ودروز واحتملوا سلاحهم وتوجهوا يمسكوا الطريق الواردة منه البواريد لكي يمنعوا وصولها إلى محلنا فما صادفوها. فتوجهوا للقرية وضربوا المأمور ووجدوه جامعاً عنده كم بارودة فاستخلصوها منه وأرجعوها لأصحابها وأرسلوا أنفاراً لجميع الجهات يمنعوهم عن إعطاء البواريد. وعلى هذه الكيفية فربما الجميع يمتنعوا وتزداد القضية شدة والدروز يوافقوهم على ذلك. ولقد أعرضنا هذه القضية بذاتها للأعتاب الشريفة السرعسكرية راجين صدور أمر دولته بما يستحسن لدى عنايته»1.
وامتد لهيب الحركة هذه من تلال صيدا إلى تلال بيروت وانضم إليهـا من الأمراء الشهابيين الأمير فارس حسن والأمير يوسف سلمان ملحم والأمير محمود سلمان ومن اللمعيين الأمير علي منصور قايدباي والأمير عبدالله شديد مراد والأمير علي فارس ومن الحرافشة الأمير خنجر ومن شيوخ الإقطاع الشيخ فرنسيس أبو نادر الخازن والشيخ عفيف حكم الخازن والشيخ نقولا الخـازن والشيخ شمسين صفا الخازن والشيخ صالح هيكل الخازن والشيخ بشارة فرنسيس الخازن وابنه الشيخ حصن والشيخ عبس الخوري. ومن الأشداء أبو سمرا غانم البكاسيني وأحمد داغر المتوالي ويوسف الشنتيري2. واختلفت لهجة هؤلاء عن لهجة أهل دير القمر فقال الأمير محمود سلمان الشهابي في نداء له وجهه في التاسع والعشرين من أيار إلى أهالي إقليم الخروب: إنه امتثالاً لأوامر حضرة مولانا السلطان عبد المجيد نصره الملك المجيد واتباعاً لفرمانه الشريف الصادر برفع المظالم وردع كل ظالم نرغب من محبتكم أن تتوجهوا صحبة العساكر المتوجهة من قبلنا إلى الأولي. وإن شاء الله تعالى بوقت قريب تحصل الراحة لجميع البلاد وينقطع الظلم عن العباد ويعود القديم إلى قدمه3.
وازداد عدد الثوار في ضواحي بيروت وانتخبوا لهم زعيماً الشيخ فرنسيس أبا نادر الخازن فاتخذ لنفسه لقب «سرعسكر النصارى»، وأجمع رأي الجميع على قطع الطريق على عساكر مصر فتوجه الأمير محمود سلمان الشهابي إلى صيدا ونواحيها والأمير علي منصور اللمعي إلى البقاع وأبو سمرا إلى طرابلس. وانتقل الأميران فارس ويوسف الشهابيان إلى الحازمية وسائر اللمعين إلى الدكوانة. ثم هجم الثوار على الكرنتينا خارج سور بيروت وأطلقوا