صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٦
بشير بين السلطان والعزيز

موقفه من بعثة الفرات ولذا فإنه يطلب إليه أن يصرح للراكب بتفريغ محمولها إلى البر1. ورأى إبراهيم أن يتبع سياسة التأجيل فاضطر الكولونيل تشزني أن يهدد برفع شكواه إلى حكومة الملك نظراً لما يلحق به من خسارة إذا طال بقاؤه في السويدية. فكتب إبراهيم إلى والده في السابع من أيار يقول: لنفرض أننا اتفقنا مع الدولة ومنعنا الإنكليز من تنفيذ طلبهم فماذا يكون حالنا إذا أعلنوا الحرب علينـا واحتلوا جزيرة كريت وقطعوا تجارتنا في البحر. وإذا كان الغرض من إنشاء هذه القلعة على الفرات هو تمهيد السبيل للاستيلاء على بغداد فكيف يمكننا أن نردهم عن بغداد إذا زحفوا عليها بثمانين ألفاً من الهنود. أما إذا كان الغرض من إنشاء هذه القلعة على الفرات هو المحافظة على سلامة الملاحة في نهر الفرات فلماذا لا نتحاشی کسر خاطرهم ونتعهد نحن بتأمين مواصلاتهم2. وفي أواخر أيار تمكن الكولونيل كامبل من إطلاع العزيز على الفرمان الذي يؤذن بتسهيل أعمال البعثة فكتب العزيز إلى ابنه يوجب السماح للبعثة بنقل أمتعتها الى وادي الفرات وتقديم المساعدة لها وإجلاء الموظفين المصريين عن بيرەجك وروم قلعة كي لا تصل الأمتعة إلى هذين المحلين وهما في حوزة الحكومة المصرية3. وحوالي العشرين من تشرين الثاني اتصل بوغوص بك بالكولونيل كامبل وتحدث إليه في موضوع البعثة فأظهر ارتياحه وسروره4.

واتخذت البعثة من بيرەجك مركزاً لأعمالها فأقامت فيها البيوت الخشبية والمستودعات وأطلقت عليها اسم «حصن وليم». وفي ربيع السنة التالية ١٨٣٦ أنزل الكولونيل تشزني مركبيه البخاريين إلى الفرات وبدأ رحلته الاستكشافية فسبر غور الفرات وقاسه قياساً علمياً كاملاً فأتحف العالم بخريطة دقيقة لوادي الفرات لأول مرة. ولدى وصوله إلى منتصف النهر هبت عاصفة رملية قوية أغرقت أحـد المركبين وأكثر من فيه من الرجال. فاضطر الكولونيل أن يكمل استكشافه بمركب واحـد ووصل إلى البصرة في التاسع عشر من حزيران من السنة نفسها فاستغرقت رحلته هذه ثلاثة أشهر كاملة.

وكان السر جون مالكولم حاكم بومباي قد أخذ على عاتقه في السنة ١٨٢٩ القيام بعمل مماثل في البحر الأحمر. فوضع تحت تصرف الكومندار سفينة بخارية خاصة وأودع


  1. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٢ ص ٥٠٤ و ٥۱۳ و ٥١٤
  2. إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج۳ ص ۲
  3. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات أيضاً ج۳ ص ۱۰ و۱۱ و۱۲
  4. محمد بوغوص بك إلى سامي بك: المحفوظات كذلك ج۳ ص ٦٥