فاقتلت النصيريين وخسرت ستة وثلاثين رجلاً. وبلغ الأمير خليل ذلك فأرسل الأميرين سعد الدين وأحمد لنجدة المقاتلين ففر النصيريون إلى جبل الحمام وهكذا دواليك حتى استتب الأمن في البلاد كلها وجُمع سلاحها1.
ويستدل من تقارير اللواء سليم بك أنه جمع من المقاطعات الجنوبية ٤٠٠ بندقية وخمسين زوجاً من الغدارات واثنين وثمانين خنجراً وستين سيفاً ومن مقاطعات المرقب وقدموس والخوابي وسلطان إبراهيم والقرى الساحلية ٣٠٠٠ بندقية وعدداً من السيوف والطبنجات والخناجر وما لا يقل عن ألفي بندقية من سائر المقاطعات2.
٧ - حلب وأنطاكية وسائر سورية الشمالية: وكان السرعسكر قد أوفد محمد منيب أفندي إلى حلب لجمع سلاحها فوصل إليها في منتصف أيلول من السنة نفسها وأذاع الأمر السامي بلمّ السلاح وشرع بتنفيذه «فنفر الأهالي منه وأظهروا عدم الرضى عنه» وعن الفردة. ولكنه على الرغم من هذا تمكن في ظرف خمسة عشر يوماً من جمع ٨٤٨٢ بندقية من حلب و٢١٦٨ من كلس و١٨٥١ من أنطاكية. وأجل لم السلاح من القرى إلى حين وصول قوة عسكرية تؤازره3. فحسب الفلاحون حساباً لهذا ونادوا بالثورة ثم احتلوا منطقة جسر الحديد على العاصي فربطوا الطرقات على عرب الهنادي وقالوا «حلب محاصرة وإدلب قامت وعنزة مجاورة حلب والبلاد جميعها قامت وسعادة أفندينا الوزير المعظم محمد رشيد باشا خولنا احتلال تقية وأنطاكية والجسر وأمرنا أن نقول أن الذي يطيع مولانا السلطان عليه أمان الله ورايه والذي يعصي رزقه وماله ودمه وحريمه حلال ونحن نجاهد في سبيل الله لأنهم على غير الحق»4. فقام إليهم سليم باشا بألاي المشاة الثاني عشر وألاي الفرسان الأول ونصف بطارية من المدافع إلى قرية صوفيلر في أوائل تشرين الثاني وضربهم ضربة قاضية أسفرت عن تشتيت شملهم5. وأعلن انتهاء هذه «الفتنة» من قرية شيخان في جبل الأكراد وعين شيوخ محليين من أعداء الشيوخ الفارين6.
بشير بين السلطان والعزيز ج ۲ – ۲