صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٨
بشير بين السلطان والعزيز

٦ - النصيرية: وكان قد اندلع لهيب الفتنة في تلال اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس وامتنع أهلها عن تقديم سلاحهم وأخلوا بالأمن وهجم بعضهم على مدينة اللاذقية وأهلكوا من كان فيها من العساكر ونهبوا المخازن والشون وأخذوا ١٨٢ رأساً من خيول السلطة ونهبوا منازل الضباط فسلبوا حريم الصاغ والبيكباشي والقائممقام متاعهن وحاصروا المتسلم في داره وسلبوا ألبسة المرضى في المستشفى1. فهب سليم باشا من مقره في شمالي سورية إلى معونة زميله اللواء سليم بك وأرسل إليه في منتصف أيلول ألاي المشاة العاشر من حماة وأمر محمد آغا معجون آغاسي بوجوب إرسال ثلاث مئة من فرسانه الهناديين من جسر شغور للغاية نفسها2.

فقام اللواء سليم بك من طرابلس وضرب النصيريين في صافيتا فدخلوا في طاعته وجمع أسلحتهم ثم انتقل بما توفر لديه من قوة إلى بانياس وقلعة المرقب فسلب وحرق وألقى القبض على بعض الثائرين وقتل أحمد قرقور والأمير خليل والأمير أصلان وطه كتخدا عبدالله آغا صاحب المرقب. ثم اتجه نحو اللاذقية «ليقتص من عصاة المقاطعات السبع ومن تآمر معهم من سكان اللاذقية»3. وكان الشهابي الكبير قد عاد من صفد وجمع سلاح صور وجبالها فكتب إليه السرعسكر أن يوجه رجاله إلى اللاذقية ليعاونوا اللواء سليم بك في إخماد الفتنة فيها وفي جبالها. فأرسل الأمير ابنه الأمير خليلاً ومعه أمراء من وادي التيم الشهابيون الأمير فندي والأمير جهجاه والأمير سعد الدين والأمير أحمد. فباتوا في طرابلس ينتظرون اکتمال العدد. ثم قاموا بضعة آلاف4 فوصلوا إلى منطقة اللاذقية في أوائل تشرين الثاني وبعد أن دوخوا مقاطعة البهلولية قاموا إلى صهيون وخيموا في قرية الحفة. فلما بلغ أهل مقاطعـة الشلف ذلك أرسلوا نحو ألفي مقاتل يدهمون الرجال فانكسروا. ثم هجم اللبنانيون على قلعة صهيون واحتلوا ثلاثة أبراج بقربها وأبقوا فيها مئة مقاتل. فأضرم هؤلاء نار الحرب على من في القلعة وعند منتصف الليل طلب النصيريون الأمان وفروا هاربين فدخلها اللبنانيون وحضر أهل مقاطعة ديروس وسلموا. ثم انتقل اللبنانيون إلى بيت الشلف والمزرعة والجهنا وأحرقوا قراها وأدخلوا أهلها في الطاعة. وقام أهل الطروحة وبيت ياشور والقرّاضة فربطوا جسر السن. وعندئذ وصلت نجبدة لبنانية مؤلفة من خمس مئة مقاتل من زحلة وبسكنتا.


  1. المحفوظات ج ۲ ص ٤٦١ و٤٦٢
  2. المحفوظات كذلك ج ٢ ص ٤٦٥
  3. المحفوظات أيضاً ج ۲ ص ٤٩٢
  4. علي بك إلى سليم باشا: المحفوظات ج ٢ ص ٤٧٤