صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٧
الفصل السابع: الاضطرابات والقلائل

طرابلس لمرض ألمّ به ومنها إلى بتدين. وخشي مصطفى آغا برير أن يُظنَّ به لأنه كان قد أُقيل من منصبه قبل وقوع هذه الحوادث فالتمس من الشهابي الكبير أن يستميح له صفو الخاطر والأمان فضل الأمير وقبل السرعسكر وأمر برجوعه إلى وطنه فعاد وما لبث أن توفي فجأة. ثم أمر السرعسكر بإعدام السجناء في طرابلس من زعماء الفتنة فأعدموا في ساحة الملاحة في قلب طرابلس إرهاباً1.

٥ - يد الباب العالي: وما أن سمع السلطان بحوادث فلسطين وطرابلس وعكار حتى أمر باستغلال الموقف فأوعز إلى محمد رشيد باشا الصدر الأسبق ووالي سيواس وديار بكر والرقة وأمين المناجم السلطانية أن يتصل بالمعارضة في بر الشام وبغيرها من العناصر لإذكاء نار الفتنة فيها. فكتب هذا إلى أمير لبنان يستفزه لمناصرة الثوار وحض الأمير سليمان الحرفوش في بعلبك والشيوخ الحمادية في الهرمل على الثورة ومنهم الشيخ سعدالدين حمادة والشيخ أبو نصر حمادة والشيخ محمد كنج حمادة وأعلن قرب نهوضه بالعساكر إليهم2. واتصل أيضاً بآل هارون في اللاذقية وببعض زعماء النصيرية في جبالها وبيونس آغا في قـار سابور وخان يو ومحمد علي الشاتورلي في الدير وبعبد اللطيف آغا في باير وبرهط من أعيان حلب منهم عبد الرحمن المرعشلي وإبراهيم آغا سياف زاده وآل الجابري3.

فقبض أمير لبنان على الخيال الهوَّاري الذي حمل الكتابة إليه وأرسله إلى سجن عكة ثم كتب إلى بحري بك يقول «أمس حضر خيال هواري إلى معسكرنا وتقدم إلى عنـدنا وناولنا كتاباً وأسر لنا خفية أنه من الصدر الأعظم السابق فأخذنا الكتاب وفتحناه فإذا هو من رجل اسمه أحمد هواري باشي عند محمد رشيد باشا والكتاب المذكور واصل للجناب فمن بعد اطلاع جنابكم عليه ترسلوه لأعتاب سعادة أفندينا ولي النعم السرعسكر المعظم. وتقرير هذا الرسول أن محمد رشيد باشا موجود في ملاطية وعنده عساكر وافية وأنه لأجل عدم القلقلة ولخشية من وقوع المكتوب بيد أحد حرروه باسم الهواري باشي المذكور وإنه مها كنا نريد يحصل لنا»4.


  1. أخبار الأعيان ص ٥٧٩ والمحفوظات ج٣ ف ٤٣٢ وخاتمة مخطوطة نوفل نوفل كشف اللثام: نسخة جامعة بيروت الأميركية
  2. المحفوظات ج ۲ ص ٣٨٦ و٤٣٧-٤٣٨ و٤٤٤ و٤٩٩
  3. المحفوظات أيضاً ج ۲ ص ٤٤٥ و٤٦٧ و٤٧٠-٤٧٢
  4. المحفوظات ج ٢ ص ٤٤٤