إلى مرج ابن عامر لإيقاع الرعب في قلوب المعارضين في جبال نابلس والقدس وعلى قيام هذا الجيش نفسه بعد بضعة أيام من وصوله إلى المرج المذكور - على قيامه إلى جسر بنات يعقوب الحـد الفاصل بين إيالتي دمشق وصيدا فمرجعيون. وتقرر في الجلسة نفسها إرسال الأمير خليل الشهابي نجل الأمير بشير على رأس ألف مقاتل لبناني إلى طرابلس وإرسال خمسة بلوكات من مشاة الجيش إليها بالإضافة إلى الأورطة الموجودة فيها وتعزيز البلوكين الموجودين في بيروت ببلوكين آخرين وأنه بعد ذلك إذا زحف أحد من حلب على طرابلس يقوم إبراهيم باشا بنفسه لمجابهته بجيش خاص وإذا أعلنت الدولة الحرب يزحف اللبنانيون بقيادة الأمير أمين الشهابي نجل الأمير بشير على دمشق. ويبقى الشهابي الكبير في المعسكر العام يدير مصالح البلاد الإدارية ويختم ما يلزم من الأوراق والأوامر بختم إبراهيم باشا وذلك نظراً لإحاطته التامة بأحوال بر الشام وفهمه الكامل لحركات سكان هذا القطر وسكناتهم. ورأى إبراهيم أيضاً أن يعين من رجاله الأخصاء حكاماً على القدس ونابلس وبيروت وغيرها من المراكز الهامة1. وكتب الأمير بشير إلى نجله الأمير خليل يستدعيه إليه فقام إلى عكة وتفهم مهمته وعاد إلى الشويفات حيث تجمعت الرجال وأكثرهم من النكديين والتلاحقة والملكيين والخوازنة والحبيشيين فسار إلى طرابلس2. وكان قد سبقه إليها إدريس بك قائد الألاي الثامن عشر فأصبحت حامية طرابلس ثلاثة آلاف رجل نصفها مصري والنصف الآخر لبناني3.
وكان عثمان باشا قد قام من حلب على رأس بضعة آلاف مقاتل غير نظامي واتجه بهم إلى اللاذقية. ولدى وصوله إليهـا أرسل كتخداه إلى عكار ونواحيها ليكرز باسمه وباسم السلطان فيعد الطريق له قبل وصوله4. ثم تقدم الباشا نحو طرابلس مركز إيالته واستقر
- ↑ إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ۱۹ شعبان سنة ١٧٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۱ ص ۱۷۳ - ١۷۷ وفي أخبار الأعيان لطنوس الشدياق: «وفيها كتب العزيز إلى ابنه أن يقوض إلى الأمير معاطاة أحكام إيالة صيدا وأن يكون تصريف جميع المتسلمين ورجال المقاطعات من يده - ص ٥٦۸
- ↑ أخبار الأعيان أيضاً ص ٥٦٩
- ↑ كادالفان وبارو ص ١٠٦. راجع المحفوظات ج۱ ص ۲۳۱ وفيها أن مجموع الحامية ستة آلاف.
- ↑ كاتب مصطفى آغا بربر إلى يوحنا بحري ١٣ رمضان سنة ١٣٦٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج١ ص ۱۹۸-۲۰۰