صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٢٠مرت السنوات والطفلان ينموان حتى بلغت سنهما العشرين

واعتزم الوالدان أن يفرحا بهما في حياتهما ، وأن يشهدا زواجهما فأعدا العدة لإقامة الأفراح، وذهبت الرسل لاستحضار المغنين والملهين من أطراف المملكة، ليكون هذا العرس عيداً جميلا يفرح به الشعب كله، ويظل مذكوراً على الأيام.

ولكن إرادة الله كانت غالبة، فاجتاح البلاد مرض وبائي وافد، ذهب ضحيته الملك وشقيقه وزجتاهما ضمن ألوف أخرى كثيرة من السكان. فلبس الناس الحداد على موتاهم، واغتم تاسو وتيتي لفقد والديهما ، وأصيب الشاب بالمرض، ولكنه نجا، فقام منه منهوكاً مهدوداً.

وبغير احتفالات ولا زينات تولي الملك مكان أبيه، وجعل همه مقاومة الوباء الطارئ بجميع الوسائل، وتمكن بعد مضي عامين من القضاء عليه، وإراحة الناس منه، فارتفعت أكف الناس بالدعاء له، وزادوا تعلقاً به.

ولما اطمأنت القلوب وهدأت الاحوال قال مشير الملك الراحل للملك الشاب: "يا مولاي. لقد من الإله عليك بالشفاء من المرض الذي حصد الا رواح؛ وقد ابتهج أهل المملكة