صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩

عن زوجته وزوجة أخيه. ولكن جميع محاولات الأطباء

والكهان ذهبت أدراج الرياح، فلم يبق أمام الملك وأخيه إلا أن يتزوجا من جديد. وفيما هما يفكران هذا التفكير، والمرأتان في غم وضيق، وأهل المملكة جميعاً في اشتغال بهذا الأمر الخطير، هبط المدينة طبيب من الشمال، سمع بالغابة ونباتاتها، فقدم ليجمع منها بعض النباتات الطبية. ولما دخل المدينة وجد أهلها مهمومين مغمومين، لأن الملك وشقيقه سيتخذان زوجتين بدل زوجتيهما المحبوبتين من الشعب كله لطيبتهما وعطفهما على المساكين، فعرض ذلك الطبيب الشمالي استعداده لمداواة العقم، ففرح الناس وتوجهوا إلى الإله بالدعاء.

واستجاب الله دعاء الشعب فحملت الزوجتان في ليلة واحدة بعد طول العقم والحرمان. ولما وفتا الأيام وضعت زوجة الملك طفلا ذكراً، وزوجة أخيه وضعت أنثى، فأقام الملك الأفراح في طول المملكة وعرضها، وأطعم الفقراء والجياع، ولبست المدينة حلة زاهية من الزينة أربعين ليلة كاملة.

وقد سمي المولود "تاسو" وسميت المولودة "تيتي" واتفق الملك وشقيقه أن تكون تيتي لتاسو، ويكون الملك لذريتهما جيلا بعد جيل.