صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢١

بنجاتك، فيحسن أن يتم الا بتهاج بعقد القران، حتى يرزقك

الله بولي عهد تقربه عينك، كما أقر الإله بك عيني والدك الراحل فوجدناك عند ارتحاله ذخراً لنا وسندا؛ وأنت تعلم يا مولاي أن والدك العظيم كان يحضّر للعرس لولا هذا الوباء المشئوم" فرد عليه الملك الشاب مستحسنا فكرته وأشار بالتهيؤ لإقامة الأفراح والاحتفالات على النحو الذي أمر به والده، لتقر عينه في قبره بتنفيذ رغباته، بعد أسبوع من الزمان.

ولما سمعت تيتي بهذا النبأ طار قلبها فرحا، فقد كانت مشغوفة بابن عمها حبًّا، ولكن الحياء كان يمنعها من إظهار هذا الحب الذي يملك عليها تفكيرها.

لقد مر هذان العامان كما تمر القرون والأجيال. وكانت قد نضجت أنوثتها، وتفتحت رغباتها، فكانت تحلم بذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أمانيها التي عاشت في نفسها منذ أن تنبهت لوجودها، وعلمت أنها خطيبة لولي العهد وابن عمها المحبوب.

كانت حياتها كلها وأحلامها جميعاً تتلخص في هذه الرغبة التي تنمو يوماً بعد يوم، كلما شاهدت خطيبها الشاب تكتمل رجولته، وتبدو عليه مظاهر الفتوة وأمارات القوة؛ فلما بلغها