صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٨

وعلى خفافي الغابة كانت تتناثر بضعة أكواخ وحظائر للرعاة والصيادين الفقراء، يأوون إليها بأنفسهم وأغنامهم، حين يدخل الظلام، ويصبح التجوال في الغابة خطراً بين الذئاب الجائعة والضباع الهاجمة؛ وكثيراً ما كانوا يوقدون أمام أكواخهم ناراً تشتغل طوال الليل تخويفاً لهذه الحيوانات من السطو على الحظائر في جنح الظلام.

وكان للملك في وسط المدينة قصر عظيم يتألف من أجنحة كثيرة، وتتبعه أقسام للحراس والأصطبلات، وأمامه ساحة فسيحة يتدرب فيها الجند، وتقام فيها الاستعراضات العسكرية والحفلات الملكية، وتتسع لعدد كبير من الناس. وعلى الجانب الآخر من الساحة يقوم قصر أصغر من قصر الملك هو قصر أخيه.

ولم يكن يعكر صفو الملك إلا حرمانه من وريث لعرشه، إذ كانت امرأته لا تلد، وقد بلغت الأربعين وبلغ الملك الخمسين دون أن يكون لها بنت أو غلام، فكان المنتظر أن يئول العرش بعده إلى أخيه إذا أمهله الموت، أو إلى أحد الأجانب، إذ أن أخاه مثله محروم من الأطفال.

وقد جعل الملك جائزة عظيمة لمن يكون سبباً في دفع العقم