صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٧

المدينة المسحورة

فلما كانت الليلة الواحدة بعد المائة قالت شهر زاد:

بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، مدينة عظيمة في مصر القديمة، يتبعها إقليم بين الوادي والصحراء يحكمه الملك «نفريت»

وكان لهذه المدينة أسوار عالية تحميها من الأعداء، وكان لهذه الأسوار أبواب ضخمة يقوم عليها الحراس الشداد؛ وهذه الأبواب تفتح نهاراً عند مطلع الشمس، وتغلق ليلا عند غروبها، فيمنع الدخول والخروج إلا لمن يحمل كلمة السر من الحكام والحراس.

وكان على مقربة من المدينة غابة فسيحة كثيفة عالية الأشجار، وكانت المراعي تتخلل فجواتها الكثيرة، فيدخل الرعاة بأغنامهم في فجوات الغابة، لترعى الحشائش النباتية فيها، كما كانت بعض الذئاب تأوي إليها وبعض الضباع، تتلقف الحملان الضالة التي تتناثر من القطيع. وكانت الأرانب البرية والثعالب والظباء تتكاثر فيها وتنمو، فيخرج الصيادون لصيدها في مواسم من السنة، بعضهم يتخذها للكسب والتجارة، وبعضهم يتخذها للهو والتسلية.