صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

١٦

لقد ادخرت يا مولاي لهذه الليلة أجمل قصصي وأروعها؛ فلقد كنت واثقة، كما قلت، من عودة الليالي، ووصل ما انقطع بعد أمد قصير أو طويل. ولكن انظر (وكشفت بيدها الستار عن النافذة فبدت تباشير الصباح): "لقد أدرك شهر زاد الصباح" فأتم الملك بأسماء: "فسكت عن الكلام المباح"!

قالت:

إن الصباح يبدد الأحلام، وإن الضجة تفزع الأطياف، وإن موعدنا لهو الليل الهادئ ، حيث يضرب الظلام على العين والنظر فتتفتح البصيرة ، ويسبح الخيال ، وحيث تتوارى الضجة وتخفت الحركة ، فتدب الأطيف وتسري الأحلام.

قال شهر يار:

إنك لماكرة وإنك لسحارة. وإنك لفاتنة بهذا وذاك! والآن فإلى اللقاء، حينما يضفي، وتسرح الأحلام.

قال شهر زاد: إلى اللقاء....