صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

١٢

وتلقي برأسها إلى الوراء لترد شعرها الجميل، ومدت يدها إلى الملك مصافحة، وقادته إلى مقعد مريح، وجلست بجواره، ويده بين يديها في دلال.

وأنس شهريار لاستقبالها الفاتن، وأحس أن ما يزعمه من الكبرياء الجريحة وهم سخيف. فها هو ذا بين يدي شهر زاده الساحرة، وقلبها من قلبه قريب؛ فليدع هذه الحواجز الوهمية بينه وبينها، فليس بين الرجل والمرأة – حين يخلون – ذلك الحجاز المتوهم من الكبرياء أو غير الكبرياء!

قالت شهر زاد – تستدرجه للحديث:

– كأني بك مؤرق يا مولاي؟

قال – وقد عاودته الكبرياء:

– كلا ! وماذا يدعوك إلى هذا الظن الآن؟

قالت متلطفة:

– أرى علائمه على وجهك يا شهريار. فماذا هناك؟ إنني إمرأتك، فما يدعوك إلى الكتمان؟

قال الملك – وقد أسره تلطفها الودود:

– الحق أنني مؤرق منذ ثلاث ليال.