صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١١

قليلا وهو يحاور نفسه وتحاوره ، حتى أحست به شهر زاد . لقد

يتمتم ، ورأته يتأخر و يتقدم . فأدركت بغريزتها اليقظة حقيقة موقفه ، وخافت أن يفلت منها الزمام ، فنهضت جالسة في السرير ، ورفعت مفتاح النور ، فتلألأ القنديل ، وقالت تتصنع الدهشة : – من ؟ مولای !

وعندئذ لم يجد يدًّا من الإقدام ، فأجاب في اضطراب بخفيه :

– أي نعم ! معذرة في اقلاقك يا شهر زاد !

قالت : – بل الشكر للملك . لقد جاء في اللحظة المناسبة . لقد كنت أحلم حلماً مخيفاً، وكأنما أحسست يا مولاي بما أنا فيه من الضيق ، فحضرت اللحظة للإنقاذ .

وافتر ثغرها عن ابتسامة مشرقة . فوجد شهريار الطريق أمامه مفتوحا ، وقد أوجدت له المنفذ المناسب شهر زاد !

قال : لقد شعرت بانقباض شديد ، وخالجني إحساس غامض بأن أحضر إلى مخدعك في هذه اللحظة بالذات !

انتفضت شهر زاد من الفراش ، وهي تتثنى فيبدو قوامها الفاتن،