١٠أما في هذه الليلة الأخيرة ، فقد أضجره الأرق و برح به
الضيق ، وأجد له الشوق إلى شهر زاد منطقاً جديداً :
فيم الكبرياء ؟ وماذا يجرحها ! إنه لم يصرح لشهر زاد بملله وسآمته ، وهي التي استأذنته في أن تعتزل جناحه فأذن ؟ وإنه ليكون تلطفا منه أن يذهب إلى جناحها الخاص !
– ولكن أليست هي التي اعتزلتني ، وانصرفت عن تحديثي ، فكيف أبدأ أنا الآن بالعودة إلى ما كان ؟
– بلى ! هي التي اعتزلتك . ولكن ألم تكن أنت راغباً في هذه العزلة ؟ ألم تكن شبعت من هذه الأحاديث ؟ ألم تكن في حيرة من أمرك كيف تصدها عنها وتنأى بها عنك ؟
وفيما هو يجادل نفسه وتجادله ، كان قد تجاوز جناحه الملكي في الطريق إلى جناح الملكة . وتنبه الحارس الخاص فأدى التحية ، فأشار إليه الملك بالصمت ، ومضى إلى جناح الملكة الخاص ولما كان على باب المخدع أدركته حيرة مفاجئة : ماذا يقول الآن لشهر زاد ؟ ما حجته في هذه الزيارة الغريبة في مطلع الفجر بعد تسع وتسعين ليلة ؟
وكاد يهم بالرجوع ، ولم يدر أنه لفرط حيرته قد رفع صوته