صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

۱۲٠

فلما كانت الليلة العاشرة قالت :

منذ هذا الوقت — يامولاي — استحالت المدينة المسحورة أعجوبة الزمان ، وقصة كل لسان ، وتناقل الركبان أخبارها، فوفد عليها الناس من مشارق الأرض ومغاربها ، ينظرون هذه العجيبة الغريبة ، و يتذاكرون حوادثها القريبة والبعيدة. وكان أعجب شي فيها غير التماثيل الآدمية الجامدة. ذلك الوقت الذي لا يتغير ليلا ولانهاراً. صيفاً ولا شتاء ، فهو دائماً مطلع صبح ، حينها ترسل الشمس أول خيوطها الذهبية.

ودار الفلك يامولاي ثم دار ، وانقرض الجيل الذي شهد الحادثة وتلته أجيال ، والمدينة قائمة بكل مافيها ومن فيها ، وقد وقف الزمن على بابها بأحداثه وغيره ، وتقلباته وأفاعيله ، فكل مافيها على حاله ، والدنيا من حولها تتغير وتتبدل.

واستحال الزمان ، وتغيرت الدول ، فدخلت المدينة والإقليم من حولها في المملكة الشمالية ، ثم ظلت الممالك الأخرى تندمج حتى صارت مملكة واحدة عظيمة.

أما المدينة المسحورة فقد قام عليها الحراس ينظمون زيارتها