صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

للوافدين عليها من مشارق الأرض ومغاربها ، والأدلاء يشرحون للزائرين قصتها ، و يروون لهم أعاجيبها ، جيلا بعد جيل ، حتى اكتملت ألف عام ، منذ أن وقف فيها الزمان . وفي ذات يوم قدم المدينة فيمن يقدمون كل يوم للزيارة شاب مثال بارع . جاء يستلهم الفن الإلهي القائم في التماثيل الآدمية بالمدينة المسحورة .

وطاف بالمدينة شارعاً شارعاً ، وبيتا بيتا ، فراعته هـذه المجموعة العجيبة من التماثيل المبثوثة . ووقف مبهوتاً أمام ذلك الغنى الفائض في التنويع الذي لانهاية له . في السحن والملامح ، والقسمات والمعاني ، فهناك آلاف التماثيل ليس فيها تمثال كتمثال : نساء وفتيات ، وشبان وشيوخ ، وأولاد و بنات ، من كل حجم ولون ، ومن كل طابع وشكل . ومئات الحركات ، وألوف اللفتات وأشتات لا حصر لها من المعاني الكامنة في السحن ، الناطقة في القسمات .

وقف ويستقرى أشتات المعاني وأشتات الرموز ، ويتأمل