صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ينتقل من القبيلة ، الى الشعب ، الى الدولة ، الى الجامعة الدينية أو العنصرية ، الى التوازن بين مجموعة ومجموعة الفئات الدولية ، الى هذا الاشتباك المتلاحم في سياسة العالم ومواصلاته وعلاقاته ، الى الوحدة التي أوشكت أن تكون وحدة المكرة الأرضية أمام غيرها من العوالم والأفلاك وقد أصبح التضامن العالمي تيارا يطوف بكل جانب من جوانب الكرة الأرضية ولا يقوى على الخروج من نطـاقه أقوى الأقوياء من الدول والشعوب ، بل ان أقوى الأقوياء مضطر أن يحمل من أعباء هذا التضامن وجرائره ما ليس يضطر الى حمله من هم أقل منه قوة وأضعف منه علاقة بمسائله ومراميه وقد مضى على الكرة الأرضية من مستهل التاريخ ألوف السنين وهي منقسمة الى عالمين منعزلين يجهل أحدهما الآخر ويجهل أنه موجود معه على ظهر الكرة الأرضية ، ثم مضت عوامل الوحدة العالمية في طريقها فانكشف كل العالمين لصاحبه وقيل عنهما منذ ذلك الحين : انهما عالم من جديد وعالم قديم . ثم مضى ردح من الزمن خيل فيه الى أحد العـالمين أنه قادر على فكان الاعتزال بأهله وبلاده عن الشطر الآخر من الكرة الأرضية ، ايشـارا للسلامة واجتنابا للمآزق واكتفاء بما عنده مسائله وشواغله وهي غير قليل ، وافترق ساسة هذا العالم - وهو العالم الجديد أعلاهم صوتا وأكثرهم أتباعا من ينادي بالعزلة ويوصى بالابتعاد غاية الابتعاد من مشاكل القارة الأوربية وغيرها من القارات في العالم القديم : وكانت الحرب العالمية الأولى حجة لأنصار العزلة يذعن لها معارضوهم أو يكادون يذعنون مترددين متحيرين ، فاذا بالحرب العالمية الثانية تنقل 4 { .