صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فالمصادفة عند الفيلسوف بيرس لا يتحتم أن تناقض القانون الطبيعي أو تبطـله ، وقد يكون حكمها كحكم مشروعات القـوانين أو حكم القرارات الفرعية في اصطلاع المشرعين ، فمن قال بها لم يحسب من القائلين بالغاء الخطة المتبعة في سياسة الكون .

القصيد المصادفة بمعنى غير ما تقدم عند فريق من القائلين بنفى و تفهم والتدبير في حركات التاريخ وحرة كات الطبيعة على الاجمال ، فلا هي فوضی تناقض القوانين ولا هي تتمة للقوانين أو زيادة عليها تجاورها ولا تدحضها فعند هذا الفريق من القائلين بالمصادفة أن المصادفة الطبيعية ذاتها ، وأن القوانين الطبيعية انما تولدت من تدير مقصود قال أحد هؤلاء : اننا لو فرضنا أن فردا أمام صناديق الحروف يرتبها جزافا على كل وضع محتمل لتكونت منها في وضع من الأوضاع كتب مفهومة كالياذة هوميروس ، لأن الالياذة مجموعة من الحروف على وضع من الأوضاع لابد أن ينتهى اليه التعديل والتبـديل في ترتيب حروف الصناديق على طول الزمن ، وليس أطول من الزمن الذي مضى على الكون مضطربا منقلبا بين ألوف الألوف من الأشكال والقوالب التي تتناسق أحيانا وتتضارب أحيانا ولا بد لها من التناسق على شكل من تلك الأشكال في وقت من الأوقات . AT القوانين شی المصادفة بعير وهذا القول ضرب من التخمين يستلزم وجود التدبير وراء ذلك التبديل أو التعديل ، لأنه يستلزم « أولا » أن يجرى التبديل أو التعديل في وضع الحروف على كل وجه محتمل ولا يدع وجها واحدا يتخيله