صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد تنقضى الأجيال قبل أن تظهر لهذا التحسين ثمرة تدعو الى المضى ؟ أحدهما فيه والمثابرة عليه ، فلا يبتدىء العمل به حتى يدب اليه الاهمال ويتوقف السير فيه الى غايته المرتجاة ، وقلما يتعاقب مصلحان اثنان يتمم عمل صاحبه على نسق واحد ، وقلما تتيسر له أسباب التنفيذ بعد حياته على النمط الذي يتوخاه وينظر الى عقباه فلم تبق من وسائل التهذيب المجربة غير وسيلة العقيدة الموروثة ، عند سريانها تمتد بأثرها عدة قرون ، أو عشرة أجيال على التقدير وشی المألوف . وغاية ما يبلغه حفيد صاحب المذهب النشوئي ملخص في ختام كتابه اذ يقول : ان الأمل كله مرهون بامكان تقرير القوانين العلمية التي تسيطر على الحياة بما يقارب الدقة التي تقررت عليها قوانين العلوم الطبيعية ، ثم يقول : « ان من حق غيرى ممن يعرفون عن التجارب البيولوجية ما أجهله أن يمهدوا لتقرير تلك القوانين ، ولكنني – مع التواضـع البالغ – اجترىء على بيان الأسس التي أحسبها صالحة لأن تقام عليها ، قاما أن نأخذ في هـذه الأسس بقول القائلين ان الانسان باعتباره حيوانا – خاضع لقانون تنوع الأنواع الذي يحكم على الانسان بالبقاء بغير تبديل يذكر الى مدى مليون سنة ، وفي ذلك قضاء على فكرة الكمال الانساني وآمال المتطلعين والمترقبين من ذوى الضمائر النبيلة والمطامح العالية . واما أن نأخذ في تلك الأسس بقول القائلين ان الانساني حيوان آبد لا يسرى عليه ما يسرى على الحيوانات المدجنة ، واما أن تأخذ فيها يقول القائلين ان الصفات المكتسبة لا تورث ، وهو قول مقرر في شئون الحيوان ولكنه قليلا ما يؤبه له في الشئون الانسانية . فاذا بنى العمل على هذه الأقوال أو على ما يقابلها ويستبدل بها أمكن أحيانا أن نزن U ۷۱