صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المماثلة المشابهة على نمط واحد لا تنوع فيه ، ان لم تفض الى نمط الجامدة ، وهذا خطر ولا ريب ، الا أن النتيجة أشبه أن تكون انتقالا الى التمييز بين الأفراد بغير المزايا المادية ، من أن تنتقل بنا الى فقدان الشخصية واختفاء التنوع في الأذواق ، فيكثر عدد الأفراد الذين ينفقون أوقاتهم في مرضاة أذواقهم وتعبيرا عن ذواتهم ولا يفرغون للمنافسة على مظاهر الثروة المادية . ومن كانت الوجاهة لديه بغية غالية كان أحرى أن يلتمسها بالماء ما عنده من ملكات المهارة والذوق والمزايا الأدبية ولم يلتمسها في المظاهر والأعراض ، ولا ينتظر أن تزول المنافسة بين الناس ولكنها تتحول على نحو أوسع وأشمل من الماضي الى منافسة على السبق في خصلة الخصال غير النجاح في كسب المال والمغانم الاقتصادية . « ... وتدل اتجاهات العمل على أن عدد العمال المشتغلين بانتاج السلع المادية في التعدين والزراعة والمصنوعات آخذ في النقصان ، وان الزيادة تطرد في عدد العمال المشتغلين بتوزيع تلك الـ السلع وادارة المواصلات وسائر الخدمات ما عدا الخدمة المنزلية التي تميل الى النقصان ، وبعض هذه الخدمات قد دعت اليه الحاجة من ترقى العناية بالصحة وكثرة الطلب لمن يطلبون المرضى ويشرفون على أسباب الوقاية . وبعضها قد دعت اليه الحاجة من كثرة طلب المتعلمين للاقبال على المدارس الثانوية والكليات ، وينجلي الواقع في كثرة الطلب على المعلمين والمدرسين أن عدد الموظفين الحكوميين يربى على عدد المستخدمين في المرافق الخصوصية ، وان وظائف الحكومة انما تخصص لتوفير أنواع من الخدمات التي تقتضيها حياة الحضارة الصناعية . ومعنى التحول من انتاج السلع الى أداء الخدمات أن هناك تحولا من مزاولة الأشياء الجامدة الى مزاولة المعاملات مع الناس ، وتوكيد العلاقة المشتركة كذلك 9.