صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بشيء من التغيير يخالف التغيير الذي سمح به للأعوام التي تعد بالألوف أو بالمئات

في كتاب صورة الغد لمؤلفه « جورج صول » أمل يرجى «للانسان» من طريق التقدم في مجمل أحواله وأعماله ومعاملاته ، يناط كله بالتعليم الذي لابد منه لترقية الصناعة وتدمير مطالب المعيشة ليس للانسان أمل في عالم يحكمه القلة : الأذكياء والخبراء وينقاد فيه للحكم المطلق جماهير الرعايا المسخرون على كره أو على طواعية - فقد أفلس حكم كهذا الحكم منذ القدم في دولة الرومان . وليس للانسان أمل في عالم تستغرق أوقاته في الكد والهم ولا يتسع فيه بعض الزمن لعمل من أعمال الفراغ يقضى على اختيار وشوق بعد قضاء مطالب المعدات والجلود : مطالب الحيوان . انما الأمل للانسان – لروح الانسان – في عالم تتكفل فيه الصناعة بأكثر المطالب في أقل الأوقات ، ويبقى فيه شطر من اليوم يقضيه الانسان فيما يختاره ، ويختار فيه ما يرتضيه العارف المدرك الأمن على الكفاية فوق الكفاف . حالة يقول المؤلف في ختام فصوله : « ان علوم التصنيع تبدل العالم الذي نعيش فيه تبديلا قويا خليقا أن يبدل من وجهات العقول . فليست الآمال ولا الأحكام التي كانت ملائمة للمجتمع قبل بضعة أجيال بالتي تصلح لهذه العقول . ولتجمع هنا طائفة من وجهات التغيير التي تجرى الآن والتي يرى أنها وشيكة أن تجرى في الزمن القريب ، کی نینی عليها « تخمين » وجهات الفكر بعد التبديل المنظور « ان بعض أبناء هذه البلاد لا يقدرون على الكفاية من القوت ارد