صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ه ـ إلى مليون سنة 10 عند توفرت المباحث التي لخصناها من قبل على بيان « حالة العالم نهاية القرن العشرين وفيما يليه من زمن قريب ، وأحجم الباحثون عمدا عن الخوض فيما وراء ذلك ذهابا مع الزمن المتطاول ، ايثـارا منهم للوقوف عند حدود الاحصاء وما هو أشبه به من ضروب التقدير ، ولم يجدوا في التقديرات المحسوبة معينا لهم على تقدير المصير « الانساني » الذي يتصل بنفس الانسان أو طبيعة الانسان . تلك هي حالة العالم في شئون المعيشة وفى موارد الصناعة والطبيعة . معيشة الانسان بعد مائة سنة ? فكيف يكون الانسان نفسه في تلك الحقبة ? كيف يكون الانسان روحا وخلقا وضميرا في ذلك العالم الموعود ? ان صحت المواعيد ؟ تلك هي وكيف يكون بعد السنين المائة وبعد القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين ? كيف يكون بعد خمسة قرون وبعد عشرة قرون ? وبعد الدهر الطويل الذي يحسب بآلاف السنين . ان هذه الأسئلة لم تترك بغير جواب يفهم من خلال السطور ، وان لم يرد لها جواب مقصود على سؤال مذكور ، ومن الباحثين العلمين من أطلق فكره من قيود الاحجام العلمي وجازف بالنبوءة وراء القرون الى الدهور ، ونظر الى الانسان كما سوف يكون بعد مليون سنة ، فاذا ، ينطلق من احجامه في عداد السنين ويكاد يتعثر في القيود كلما زحف زحفة واحدة في تلك الآماد الطوال . فلم يكن في حسابه أن مليون سنة قد تنفسح يوما من الأيام لطارىء غير مألوف من طواريء العيب أو تسمح شو . ۵۷