صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهو الكتاب الذي سماه « آمال جديدة لدنيا متغيرة » (1) وجمع رءوس موضوعاته في بضعة أسطر يقول فيها : « ان الحياة في العصر الذرى معنية بوسائل العلاج الثلاث من المشكلات التي طالما ابتلى بها نوع الانسان ، وهي مشكلة النزاع بين الانسان والطبيعة ومشكلة النزاع بين الانسان وسائر الناس ، ومشكلة النزاع بينه وبين نفسه . والمشكلة الأولى من شأن شأن ، والثانية من شأن السياسة ، والثالثة العلم الدين والدراسات النفسية » وعنده أن الفقر لم يعد في عصر الصناعة الحديثة ضربة لازمة ولا محنة محتومة على الأكثرين من بني الانسان ، وانما يعود الاخفاق في علاج مشكلته الى رسيس من العقائد والعادات البالية لا موضع لها من الحياة الحديثة ، وان هذه الحياة الحديثة قد أبطلت الحاجة الى المزاحمة على الأرزاق وجعلتها أقل ما يكون لزوما لمن كانوا يتزاحمون عليها ، وان المخاوف الرثة التي خامرت النفوس دهرا طويلا لا ضرورة لها الآن ، وان الانسان العصري في وسعه أن يزيل وساوس الخوف والقنوط . واستطرد الى الفريضة التي يتطلبها تحقيق هذه الغاية فيما تتولاه أنظمة الحكم فقال : « ينبغي أن تكون هناك هيئة عالمية تشرف على تدبير الأغذية والخامات ، وأن يكون في وسعها منع الأساليب الزراعية التي استنفدت التربة في افريقية الشمالية والولايات المتحدة - فلا للزراع بالاستكثار من الثراء بتبـديد موارد الرزق التي تعول عليها الأجيال المقبلة » . ثم قال عن النزاع بين الانسان وسائر الناس « ان الخطر الأول هو خطر التهديد بالحرب ، فلا قرار لشيء من الأشياء مع بقاء الناس على (۱) New Hopes for a changing World by Bertrand Russell, or