صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 - حكم العــــالم من أصـدقاء يتفق الراسخون في علوم الاجتمـاع والانسانية – على رأي واحد في أنظمة الحكم التي تصلح للعالم بعد القرن العشرين ، قوامه أن يمتنع طغيان الدول القوية على السياسة العالمية ، وأن يكون تدبير مصالحه موكولا الى هيئة دولية ، لا يضيع فيهـا صـوت أمـة من الأمم ولا تنسى فيهـا مصـالح المتخلفين والمستضعفين ی ويكتب الجلة من ذوي الخبرة والنية الصالحة عن هذا الرأى كأنه المخلص الوحيد من شواجر النزاع والصدام بين الأقوياء ، وبينهم وبين الضعفاء ، فاذا جعلوه أملا مرموقا فهم لا يجعلونه كذلك لأنهم على ثقة بينة من بلوغه وامكانه ، وانما يتعلقون به لأنه المخلص الوحيد من أخطار الحكم في المستقبل ، فينبغي أن يكون الأمل الوحيـد لأنه المخلص الوحيد ا وهؤلاء الثقات المتعلقون بهذا الرجاء يقاربونه على منهجين : منهج أقرب الى الفلسفة العلمية ، ومنهج آخر أقرب الى السياسة والاحصاء ، ولعلهم على هذين المنهجين يتمثلون على أحسن الوجوه في كاتبين من أبرز كتاب العصر في هذه الموضوعات ، وهما الفيلسوف الرياضي برتراند رسل ، والمؤرخ الاجتماعي هانس كون ، وكلاهما معدود اليوم في طليعة الكتاب العالميين آراء برتراند رسل في الحكم العالمي ومصير الانسانية مبسوطة في كتبه الكثيرة ، ملخصة في آخر ما صدر منها عند منتصف القرن العشرين، ۱۲