صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العصر الحاضر متابعة النظر في تحقيق رحلات الفضاء ، فيذكران في مقدمتها حب الاستطلاع ويستشهدان بكلام للمهندس الكبير فون برون يقول فيه : « ان سببا من أول أسباب البحث في كل كشف أو ارتياد جديد يتلخص في مجرد التشوف وحب الاستطلاع ، وليس من الحكمة سلفا – على المسوغات لكل بحث ولا من الخبرة الواقعية أن نصر هذا القبيل على أساس المنفعة العاجلة والنتائج العملية المحتملة . فان تاريخ الفنون والمعارف الصناعية زاخر بالأمثلة التي تثبت أنها لا تقدر على دراية الانسان بالأنباء عما تسفر عنه الكشوف والمخترعات ويلى هذا السبب المفروض في جميع البحوث والمحاولات سبب معروف النتيجة يقوم على غريزة حب الحياة والدفاع عن الذات ، ويكفى أن يكون الاختراع صالحا لاستخدامه في هجوم أمة على أمة كي يكون العلم به واجبا لاتخاذ الحيطة والدفاع ، ويقول المؤلفان : ان تنظيم البعثات المشتركة لارتياد الفضاء فوق القمر محتمل ، بل قريب الاحتمال ، ولكن الاتفاق على احتلال القمر بعيد لأن استخدامه في الأغراض العربية يغرى السابقين اليه بالاستئثار واجتناب المشاركة فيه جهد المستطاع . أما السبب الذي لاشك فيه ولا اختلاف عليه فهو جمع وكشف الحقائق عن أسرار العناصر المادية وأسرار الضـوء والطاقة المغناطيسية والجاذبية وما اليها من الأسرار التي تنفتح مغاليق الطبيعة أمام من يعلمها ، وتزيده عرفانا بحقائق الكون وما فيه ومن فيه من الأحياء العاقلة ، ان كان فيه أحياء عاقلة غير الانسان . وقد يشهد البشر يومئذ شهادة العيان أمورا ، خفايا الغيب فللت آلاف السنين حيرة للأفكار ومسبحا لشوارد الظن والخيال . المعلومات - . . (..