صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نموا وان لم يبلغوا قط نصاب الكثرة في مجتمع من المجتمعات الصناعية غير أنهم كانوا على حدة أكثر الطوائف عددا في كل مجتمع منها ، مما أكسب الماركسية قوتها ونفاذها باعتبارها عقيدة وفلسفة على الرغم مواطن ضعفها . واليوم – في الولايات المتحدة وغيرها جديدة وتسرع في نموها الذي يجعلها أكبر طائفة مستقلة بين مختلف الطوائف ، وهؤلاء هم الفنيون أصحاب المرتبات الذين لا رؤوس الأموال ولا بالصعاليك . ولا هم بالمستغلين ولا بالمستغلين » .. بأصحاب . - وفي بحث آخر يجمل الأستاذ داكر احصاءات التعليم بالنسبة الى هذه الطبقة فينقل عن احصاءات مكتب العمل أن حملة الشهادات العليا أصبحوا في السنة الماضية – 1957 – هم الكثرة الغالية بين المشتغلين بالصناعة في الولايات المتحدة . قال : « اننى لما بدأت العمل منذ نحو ثلاثين سنة كان التعليم الثانوي هو الندرة المستثناة ، وكنت أنا يومئذ منفردا وحدى باتمام هذا التعليم بين الكتبة الشبان في مكتب من مكاتب التصدير ، ولم يكن رؤسائي يكتمون على أن هذا التعليم كان عقبة - لا عدة صالحة في سبيل الأعمال التجارية . وكان الذهاب الى الجامعة في ذلك الحين مقصورا على القلة النادرة جدا بين المتعلمين ، ولعلها كانت أكثر يومئذ من مثيلاتها في بلاد أوربة الغربية .. » .

والنتيجة الطبيعية لتعميم التعليم الصناعي على هذه السعة ، وبهذه السرعة ، أن تصبح الكفاءة البدنية أقل الكفاءات المطلوبة لتدبير لوازم المجتمع وتنظيم معاملاته وعلاقاته ، وأن تتوزع الأعمال بين كفاءات كثيرة ، فكرية ونفسية وذوقية ، لا يتأتى حصرها في طائفة واحـدة