صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والأخطار كثيرة ، ولكن الأمر الواضح هو ما ينبغي على الانسان أن يقوم به لتذليل العقبات ، ويبقى علينا أن نرى غدا هل يدرك هذه المشكلات في حينها ليبلغ الى حظ السلامة أوفر وأعلى ، أو يسمح بضياع حظه الراهن من الحضارة وذهابه الى حيث لا نجاة ولا مآب . ومصير المجتمع الصناعي يدور حول السؤال عن اقتدار الانسان على العيش مع أخيه الانسان » . هذه البحوث التي لخصنا بعضها وترجمتا بعضها بقليل من التصرف ، قد ألمت بمستقبل التعليم فيما يواجه ضرورات التموين والتصنيع ، وفيما يواجه ضرورات التفاهم والتعاون بين الأمم خلال الفترة التي تنقضى في تعميم هذا التعليم والترغيب فيه ، ويرى الخبراء أن اعداد العالم للمعيشة الحرة الرخية أمر مستطاع ميسر الأسباب اذا صحت عزيمة الانسان عليه. وليس أوسع من آفاق التعليم وأغراضه عند الكلام على أثره في حاضر العالم ومستقبله ، ومن هذه الآفاق الواسعة أفق التعليم فيما يحدثه الآن وما يحدثه غدا الأثر السريع في تكوين المجتمع وتأليف طبقاته وهيئاته التي تتولى شئون معيشته ومعاملاته ، وهو ذلك التكوين الذي يرتبط بكل مصير قريب تتصوره السياسة الأمم في داخلها وسياسة الأمم المشتركة بينها . ومن أهم البحوث التي اطلعنا عليها أخيرا بحث للخبير الاقتصادي الأمريكي الأستاذ بیتر دراکر Drucker تكوين الكثرة الاجتماعية من أصحاب المرتبات ونتائج هذا التكوين فيما يتعلق بمذاهب الاجتماع وأطوار الشعوب وخطط السياسة الكبرى . وقد افتتح الأستاذ بحثه مشيرا الى الزيادة المطردة منذ سنوات ثلاث في عدد أبناء الطبقة المكونة من ذوى المهن الصناعية والفنية والادارية بين سكان عن