صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بيد أننا اذا أمعنا النظر وأبعدناه الى أقصى المدى فيما نترقب للعالم الواسع من الأطوار خلال القرن المقبل فالمشاكل الكبرى من قبل آرائنا الصناعة أهون من مشاكل العلاقات بين الناس ودواعي التفاهم بينهم على التعاون والاتفاق ، وأن ينظموا أنفسهم بحيث تنصرف عبقريتهم وتصورهم الى المشكلات التي تواجههم ، وتتلخص مشكلتهم الكبرى في موالاة قوانا الفكرية بالتوسيع والتوفير والتحسين والتعبئة والتجهيز . « ان العلماء السلوكيين والأخلاقيين أخذوا يكشفون الغطاء عن بعض مبادىء السلوك الانساني ، وسيزدادون بها علما ويعولون عليها في تربية أطفال أهم وأسلم ، وفى تمكين الناشئين من الانتفاع – أتم انتفاع – بملكاتهم ومواهبهم ، ولنا أن نأمل الاهتداء الى آراء خير من الحاضرة في ادراك طبائع الانسان وأسرار التفكير المنتج وأسرار التخيل والبصيرة الباطنة ، وكلما ازددنا علما بدوافع حركات الجماعات وبواطن السلوك الاجتماعي والسياسي أعان هذا العلم على توجيه العواطف والأحاسيس الى العمل البنائي والأهداف الصالحة ، وعلى صرفه عن أعمال الهدم والعدوان ، والاكثار شيئا فشيئا من عدد الشبان القادرين على الابتكار والابداع .. ولكن هل تتوافق المساعي الموجهة الى الاصلاح الحيوي والسلامة البدنية والمساعي الموجهة الى تنمية الادراك وسلامة التفكير ? وهل يتخذ الانسان الخطوة اللازمة في الوقت اللازم لحسن التصرف في مسائل التصنيع التي تفتأ تتشابك وتتركب على الدوام ؟ هل يسوس الانسان دوافع شعوره قبل أن تهلكه وتقضى عليه ? ذلك شو محور المشكلات جمعاء . « لقد رأينا أن الانسان قادر يعيش عيشة الوفر والانشاء في نطاق الحرية ، وظاهر أن الصعوبات جمة من حيث المبدأ - - - اذا أراد أن