صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ما التعرض والاستهداف ، وغيرها قد يسهل اتقاؤه بالاتفاق بين المجتمعات المصنعة على تسهيد دور الانتقال الى التصنيع في المجتمعات المتخلفة بأقل يستطاع من المشقة هذا الانتقال باعارة رأس المال والاعانة بالخبرة الفنية ، كما يتم أيضا بابتداع أساليب مستحدثة في الصناعة والزراعة والتعليم وتحديد النسل ، وهي أساليب لم تستخدم في الغرب حتى الآن لقلة الحاجة اليها ، ولكنها قد تجدى كبير الجدوى في البلاد التي لا تزال آخذة ببرنامج التطور « وقد شرعنا منذ خمس وعشرين سنة في جمع المعلومات النافعة للاهتداء الى أفضل الأساليب لمعونة البلاد المتخلفة على انتاج طعامها ، وأخذنا ندرك بعض العقد والعوائق التي تحد من محاصيل الزراعة ، ورأينا أن سير العمل بطيء في مشروعات الزراعة لأنه يستدعى تعليم العدد الكبير من الزراع وتعديل طرائقهم وأساليب تفكيرهم وآرائهم الثقافيـة ومأثوراتهم التقليدية ، وهي جميعـا مما العسم تعبيره وقت قريب . واننا لفي مسيس الحاجة الى مزيد من الفهم والاحاطة بعوامل نشر الأساليب الزراعية الجديدة وتشجيع المجتمعات المتخلفة على قبول المعرفة المستحدثة ، وكذلك ينبغي النظر في أمر تحديد النسل عند البحث في ترقية الأحوال الاقتصادية ، ولعل الصعوبة في تحديد النسل في المجتمعات الزراعية ترجع الى الآراء والمعتقدات . على أن تحديد النسل عندها يفيد في التطور الاقتصادي ويعتبر بمثابة الزيادة في محصول الزراعة والصناعة ، ومن الواضح أن الشعوب التي تريد المحافظة على نقص نسبة الوفيات ينبغى أن تقابل ذلك ينقص المواليد ، ومؤدى ذلك قبول تحديد النسل وأن تكون الحيطة لاتقاء الجوع والفاقة بمقدار قبوله في أوسع نطاق . .