صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أن يكون المتوسط من ثلث أبناء الأمة الى نصفهم قادرين من وجهـة الملكات الذهنية على كسب معرفتهم في معاهد التعليم العليا « وهنالك كما لا يخفى عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية يرى معها أنه البعيد – ان لم يكن من المستحيل أن تقدر تلك الأمم الييوم على تخريج المتعلمين في الكليات بهذه النسبة . فليس ثمة دلائل على التقدم الذهني ظاهرة في المجتمعات البدائية أو في تلك المجتمعات التي لابد لها من تركيز جهودها المباشرة لتحصيل ضروراتها من الطعام والمأوى ، مما يسمح لنا – نظريا – أن نقدر وجود ودائع من الفكرية لم تمس الى الآن في أرجاء العالم ، وبينما تتناقص هذه الودائع في الولايات المتحدة وأوربة الغربية تظل في العالم بجملته ودائع عظيمة منها . فاذا استطاعت الهند بما فيها من سكان يبلغون ثلثمائة وستين مليونا أن تخرج من المهندسين والعلماء عددا يضارع في نسبته أقصى ما نستطيع أي أربعة أمثال عددهم الحاضر - ففي وسعها أن تخرج أربعمائة وخمسمائة ألف كل سنة ، وهو عدد يكاد يساوي عدد المتعلمين من حاملي البكالورية العلمية عندنا في الوقت الحاضر . - . جدا « وظاهر – من ثم – أن رصيد الطاقة الفكرية العالمية – عظيم . وكلما مضت الأمم الأخرى في التصنيع تضاعف العمل الذي يبقى على الطاقة الفكرية أن تنجزه ، وقد يتيسر لنا في الولايات المتحدة أن نستورد الخبراء من الخارج ونعتمد على الاستيراد كوسيلة موقوتة الى حين ، اذ لابد أن يأتي الزمن الذي يوجب استبقاء هؤلاء الخبراء في البلدان التي تشئوا بين ظهرانيها ، ومتى نظرنا الى الأمد الطويل جاز لنا أن نقدر أن العالم سيعتمد على محصوله من الطاقة الفكرية في أعمال التصنيع كما تعتمد نحن على طاقتنا الفكرية الآن » . - ۳۵