صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الى الطبقة الممتازة في البلاد الروسية اليوم ، وفى وسعه بوظيفته العلمية أو الهندسية أن يقتنى سيارة ويسكن في جناح مستقل ويحصل على مرتب حسن ويشغل مركزا من مراكز التقدم والنفوذ ، وعلى هذا نجد أن الروسيين قد عملوا بكثير من النظم والاجراءات التي بحثناها فيما تقدم ورأينا أنها مجدية في الاستكثار من المهندسين والعلماء في الولايات المتحدة ، فالاتحاد السوفيتي اذن قدوة يحتذى بها فيما يمكن ادراكه اذا روعي في نظام التعليم كله أن يدار لغرض واحد وهو تخريج أكبر عدد مستطاع من العلماء والمهندسين والأطباء والمدرسين مع التضحية القريبة بالدراسات الأخرى من قبيل العلوم الانسانية والأشغال والتجارة . وقد كان من نتيجة هذه الخطوة أن الاتحاد السوفيتي يسبق الولايات المتحدة ويخرج ضعف ما تخرجه من المهندسين والعلماء ويلوح لنا المحتمل أيضا أن هذه الفجوة ستتسع فترة أخرى الوقت . ويضاف الى هذا أن جميع المهندسين والعلماء في الاتحـاد السوفيتي يعملون في صناعاتهم على حين أن الذين يعملون في صناعاتهم عندنا حوالي ثلثي المهندسين وثلث العلماء ، وأن نحو الثلث من الفنيين في الاتحاد السوفيتي نساء ، ومعدل النسبة في تخرج المهندسين والعلماء هناك توحى البنا أن الأمة التي تريد أن تقتدي بالاتحاد السوفيتي وتتخذ لها خطة كخطته الصارمة في التهوين من شأن الدراسات غير الصناعية سوف تصل الى نتيجة أكبر من النتيجة التي أشرنا اليها آنفا ، ولكن مع تضحية ذات بال بالحرية - وفي وسعنا عند تقدير الطاقة الفكرية المدخرة في الأمم المتخلفة أن نجرى على المنهج الذي توخيناه عند الكلام على الولايات المتحدة لأن توزيع الملكات الذهنية على قدر ما نعلم مشابه لتوزيعها بيننا ، ويكاد ٣٤