صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/40

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبعد عرض هذه التقديرات عن مطالب العالم من الطاقة الفكرية استجابة لضرورات التصنيع والتموين ، عرج مؤلفو الكتاب على تقدير عوامل النكسة التي قد تعرض البرامج التنظيم في المجتمعات المصنعة على احتمال وقوع الحرب أو توقعها وما يستدعيه هذا التوقع من صرف الجهود الى أعمال الدفاع والتسليم . قالوا من فصل عنوانه : نظرة الى الأمد البعيد : « ان المجتمع المصنع أشد استهدافا للخلل والتهدم مما يخطـر للكثيرين . لاشتماله على شبكة متوشجة من المناجم والمصانع يصل بينها مباشرة – وغير مباشرة نظام متماسك المواصلات ، مما عنه شل الحركة في المجتمع كله اذا أصيبت مفاتيحه المحكمة ، ويتبع ذلك امتناع وسائل الاصلاح بعد وقوع التعطيل ، فلا تتأتى اعادة الشبكة الى العمل قبل تعريض المجتمع كله للهلاك » . واستطرد المؤلفون من ذلك الى بيان أثره في البلاد التي لم يتم تصنيعها فضربوا المثل باقليم كجزيرة سيلان وقالوا : « انها اذا انها لم تستطع أن تحصل على المادة المطهرة المعروفة بالدي دي تي فقد يفضى هذا النقص الى تفشي الوباء وزيادة الوفيات فجأة زيادة جائحة تمتنع معها أساليب الوقاية السهلة ، فيسرى الوباء الى البلاد التي تجاورها وتأوي مئات الملايين كالهند والصين ، وتتعرض هذه حدث - مثلا - ۳۶ - البلاد للدمار الجائح كما تعرضت له مجتمعات وافية التصنيع » . قالوا : « وأهم من ذلك أن القدرة على الحرب تزداد بازدياد القدرة على التصنيع ، فالأمة التي تملك معدات الحرب لابد أن تملك نظاما صناعيا واسع النطاق أو أن تزود بهذه المعدات يملكونها . وكلما امتدت حر ركة التصنيع زاد عدد الأمم التي تقدر على الحرب وعلى تزويد