صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

« ... وتتباين الآراء عن السبب الصحيح لهذا النقص الحاضر ، فيرى بعضهم أنه راجع الى نقص المواليد في سنوات الكساد وما تلاه من نقص الاقبال على معاهد التعليم العليا حوالي سنة 1950 ، ويرى آخرون أن كثرة الطلب على الخبراء من جراء النفقات الكبيرة على شئون الدفاع هي التي أدت الى الشعور بذلك النقص ، وسنرى على أية حال ان النقص انما جاء من دقة التركيب الصناعي في الولايات المتحدة وقصور وسائل التدريب والتحضير عن مداركة الطلب على الحاجة » . حسب وبعد الافاضة على هذا النحو في شرح وجوه الحاجة الى الطاقة الفكرية وازدياد هذه الحاجة على توالى الأيام عقد مؤلفو الكتاب فصلا بعنوان « مدى الطاقة الفكرية المدخرة » بدعوه بهذا السؤال : ما هو أقصى ما يتيسر لنا من ذخيرة الطاقة الفكرية ? ثم أجابوا عنه بما يلى : « اننا نستطيع أن نحصل على ضعفي عدد العلماء والمهندسين اذا أزلنا العوائق التي تتعرض من جوائها لنقص التعليم بين الفئة الصالحة لاتمام تعليم الكليات في العلوم والهندسة . ويتضاعف هذا العدد مرة أخرى اذا فتح باب التعليم الفنى للنساء وأمكن اغراؤهن بالاقبال عليه وشجعن على هذا الاقبال . وهذه الزيادة المضاعفة تعطينا أربعة أمثال العدد الذي نخرجه الآن من العلماء والمهندسين دون أن نمس بمطالب الصناعات الأخرى . وكذلك يزداد نفع ذوى الكفايات الفنية اذا نحن أحسنا استخدام قواهم كما ينبغي وشجعناهم على المزيد من الانتاج والابتكار . فتصبح ذخيرتنا من الطاقة الفكرية ثمانية أضعاف ما نحصل عليه الآن . وقد تقدم أن لاحظنا أن المحصول السنوى وعدد المتخرجين من العلماء والمهندسين يبلغ عشرة أضعافه كل خمسين سنة في الولايات ۳۱