صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲ أخذ الغربيون اسم المدرسة كلمة يونانية بمعنى الفراغ . لأن طلب العلم كان في الزمن القديم شاغلا من شواغل الفراغ يستطيعه من يستغنى عن العمل أو يعجز عنه . فمن علامات الزمن أن تصبح المدرسة مدار العمل كله ، لا يستغنى عنه أحد في الوظائف الاجتماعية ، وتدعو اليه ضرورات المعيشة كما تدعو اليه مطالب الفهم والتهذيب . لابد من المصانع لتزويد العالم بمعرفة المعيشة ، ولابد من الخبراء والصناع لادارة المصانع ، ولابد من المدرسة لتخريج الخبراء والصناع. ويكاد المختصون بتدبير مطالب التعليم الفني في الحاضر والمستقبل أن يشعروا بأن الحاجة أكثر من العدد المطلوب يقول مؤلفو كتاب مائة السنة التالية : « تعتبر الولايات المتحدة في الوقت الحاضر أدق المجتمعات تركيبا صناعيا في العالم . اذ تمهد الفرص التي تكاد لا تحصى للتعليم من شتى فروعه مع الحرية في اختيار الوظائف والأغراض الفنيـة . فاذا درسنا الموارد التي تؤخذ منها القوى الفكرية دراسة نقد و تحليل تسنى لنا أن نلم بمثال حسن لقضايا العرض والطلب في مسألة تدبير المهندسين والعلماء الحرية الاقتصادية . ۳۰ « ومنذ سنوات عدة يلاحظ النقص في عدد العلماء والمهندسين ، وهو نقص يزداد حرجا ولا نرى له الآن نهاية قريبة . وبلغ من حرجه أن المنظمات الصناعية تحد من جهود البحث والتحسين لقلة العاملين المدربين .