صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتقطير الفحم ، ومن حوالي سنة 1975 ينتظر أن تتسع الفجوة بين البترول والفحم باعتبارهما ينابيع أولية لتوليد الطاقة ، وينبغى بعد سنة 1980 أن تكون للطاقة النووية نسبتها المحسوسة باعتبارها بديلا للوقود المستفيد من المستخرج من الحفريات في توليد الكهرباء ، وقد تبلغ هذه النسبة ثلث الطاقة حوالي نهاية القرن العشرين فاذا قارب القرن المقبل منتصفه ، فالغالب أن يكون المعول على الطاقة النووية في أكثر ما نحتاج اليه مع الاحتفاظ بودائع الفحم لتوليد الوقود السائل وبعض المواد الكيمية . « ولنسأل الآن : كم من الزمن تنتظر أن تبقى في الكرة الأرضية ذخائرها من . الأورانوم وعنصر الثوريوم صالحة لتزويد هذا العالم الصناعي بالوقود ?.. ان هذين العنصرين هما – كالفحم والبترول – من وقود الحفريات ، تكونت كلها مع تكوين العناصر الأرضية ولا يتكونان الآن من جديد ، فمقدار ما نحصل عليه منهما محدود ، ولكنهما – على هذا الطاقة أضعاف ما يحتويه الفحم ينتجان والبترول ، ويرجع ذلك الى أن العنصرين موجودان في الطبقات السفلى بمقادير وافرة من بقية القشرة الأرضية .

TA .. - « وتحتوى القطعة العادية من الصخر المحبب – الجرانيت – أجزاء عنصر الأورانيوم بنسبة أربعة من المليون وأجزاء عنصر الثوريوم بنسبة اثنى عشر من المليون ، الا أن كلا من العنصرين في الطن المتوسط يحتوى ما يساوى طاقة خمسين طنا من الفحم ، ومن الطبيعي ان هذه الطاقة ليست كلها ميسرة للانتفاع بها لما تستلزمه عملية اخراج العنصرين من التكاليف بين كسر الحجارة وسحقها ونقل صفوتها الى المعمل الكيمي ، ولا حاجة الى القول بأن هذه العملية لا تجدى شيئا اذا تساوت تكاليف