صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالأمر الموثوق به ، اذ كان شطر كبير من ينابيع بترول العالم كامنا في الشرق الأوسط حيث تغلب الحساسية لأطوار العلاقات الدولية ، وكثير من الأمم تحتمل التكاليف العالية لاستخدام الطاقة النووية وتفضل ذلك على مورد أرخص منها ولكنه غير مضمون . « ويظهر أن الاتحاد السوفيتي له حالة خاصة فيما يتعلق بلوازم الطاقة الذرية - فان بلاد الاتحاد عـلى ما تملكه من مناجم الفحم يقع فيها معظم هذه المناجم بين أرجاء سيبريا ، وتظل بقيتها مفتقرة إلى الوقود ، ولهذا يستورد في كل سنة على ما يظهر نحو خمسة عشر مليون طن من الفحم من قره غنده وقازاقستان الى روسيا الأوربية ، وهي مسافة تبلغ من ألف وخمسمائة ميل الى ألفي ميل ، وهذا أحد الأسباب التي حملت الحكومة السوفيتية على الاهتمام بتصنيع سبيريا ، وهو كذلك أحد الأسباب التي دعت الى اقامة خمس محطات لتوليد الطاقة النووية في موسكو ولننجراد وجبال الأورال تقدم يرى جليا أن الطاقة النووية سيكون لها دور هام في بقاع كثيرة من العالم وبخاصة في أوربة وأمريكا الجنوبية والشرق الجنوبي من آسيا واليابان ، وان ذلك يتم حالما يتهيأ اعداد الأجهزة الصالحة لتوليد الكهرباء بسعر عشرة ملات للكيلووات الواحد في الساعة أو أقل من ما تقد ذلك . ومن سخرية المصادفات أن الولايات المتحدة التي تملك على الأرجح – أتم المعدات الفنية لاستخدام الطاقة النووية لا تشعر بالحاجة اليها في الوقت الحاضر الا فيما يلزم للمقاصد العسكرية ، وانها عندما تشعر بالحاجة اليها سوف يأتي ذلك على بطء بالقياس الى الكثير من بلدان العالم . « .. وكلما قاربت ودائع العالم من البترول أن تنفد كثر الاقبال على استخراج الوقود السائل من الصفائح الصخرية ورمال القطران - - ۲۷