صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/230

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Matisse ودوني Duty ودع عنك الآخرين ممن لا يبلغون مبلغ هؤلاء في الشهرة من أمثال ماتيجكو البولوني Matejko الذي حفظت نظاراته في متحف کراکاو Cracow » (۱) ۔ وان شئنا فلنسمه بالكشف الطبي مثل هذا النقد العلمي أخطاء الفنون الى عللها الأصلية ويلم شعث الأفكار المهدرة في مناقشات لا طائل لها بين النقاد حول أمور يحسبونها مذاهب مقصودة وهي من ضرورات النقص والخلل التي لا حيلة للفنان فيها ، ومنهم من يستنبط من الهباء فلسفة خاوية عن معنى تفضيل هذا اللون واهمال ذلك اللون في لوحات بعض المصورين ، وقد يبحثون أسرار التشبيهات في قصائد الشعراء على هذه الوتيرة فيذهبون بها الى ما وراء الطبيعة ويتحلونها من المقاصد والتأويلات ما لم يخطر لناظميها على بال ، فاذا اشترك النقـد العلمي والنقد الفني في تعليل تلك التشبيهات فأول ما يجني من ذلك ۳۳۶ - أن تصان أوقات الناس وأذواقهم من التخبط على غير جدوى في تيه من الأوهام والأضاليل ، اذ تنكشف علل الأخطاء الفنية والأدبية فيتقبلها من وافقته على علاتها أو يرفضها ويتنبه لأسباب رفضها فينظر في مداواتها بما يصلحها ويشفيها . والعلوم النفسية لم تتقرر بعد في تحقيق العلة والعلاج كما تقررت علوم البصريات ومباحث الكيمياء والطبيعة ، ولا نخالها ستبلغ في يوم من الأيام هذا المبلغ من اليقين والوضوح ولكنها على ما هي عليه الآن – كفيلة بالتمييز بين البدع السقيمة والمذاهب الجدية في مدارس الفن والأدب ، فكل ما هو انطلاق بغير قاعدة ، واختلاط بغير بنية ، واساءة للمفهم في تفسير المبادىء العلمية – فهو من والسقم ، وكل (۱) نشر هذا البحث في مجلة ليسنر Listener بتاريخ 6 نوفمبر 1956 - برد